رونالد لاودر ليس سوريًا ولا ضد “إسرائيل”: ما الذي تخفيه الإخبارية السورية؟

التقى رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا برئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد لاودر، وذلك في مقر البعثة السورية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

اللقاء أثار الكثير من التساؤلات حول خلفياته وتوقيته، خاصة أنه يأتي في وقت تشهد فيه المفاوضات السورية الإسرائيلية حراكاً غير مسبوق.

رونالد لاودر: رجل “الليكود” المقرب من “إسرائيل”

رغم أن قناة الإخبارية السورية الرسمية تحدثت عن لاودر بوصفه “من أصول سورية” و”معارضاً للتوسعات الإسرائيلية في سوريا”، إلا أن هذه المعلومات تتناقض تماماً مع سجله المعروف.
فـرونالد لاودر هو رجل أعمال أمريكي من أصول يهودية أوروبية (أب يهودي وأم من التشيك).

ومن أقرب الشخصيات لحزب الليكود الإسرائيلي، وواحد من أبرز الداعمين للمصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط وأوروبا.

الدفاع عن الجولان المحتل: مواقف لاودر الثابتة

في 25 مارس 2019، وجّه لاودر شكره العلني للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على اعترافه بسيادة “إسرائيل” على هضبة الجولان السوري المحتلة، وهو ما شكّل خرقاً لقرارات الأمم المتحدة.
وفي مواقف متكررة، أعرب لاودر عن رفضه الصريح لأي قرار دولي يعيد الجولان إلى السيادة السورية.

بل واعتبر ذلك “تمييزاً ضد إسرائيل”، في إشارة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أكد على سيادة سوريا على الجولان وضرورة انسحاب “إسرائيل” منه.

الإعلام الرسمي السوري: تبييض صورة لاودر؟

أثارت تغطية قناة الإخبارية السورية استغراباً واسعاً، حيث حاولت تقديم لاودر كشخصية معتدلة، بل وادعت أنه “ينحدر من أصول سورية” و”لا يؤيد التوسع الإسرائيلي”، في محاولة لإضفاء طابع إيجابي على اللقاء.
لكن بالبحث في السجلات الرسمية والسير الذاتية، يتضح أن لاودر لم يكن في أي وقت مناصرًا للحق السوري في الجولان،

بل كان من أشرس المدافعين عن إبقائه تحت السيطرة الإسرائيلية، وخصماً شرساً للقرارات الدولية التي تدعو لانسحاب الاحتلال

أسئلة مشروعة: لماذا اللقاء؟ ولماذا التغطية المغلوطة؟

في ظل حساسية الملف السوري – الإسرائيلي، وتزايد الحديث عن مفاوضات أو مبادرات تطبيعية، يطرح اللقاء بين رئيس المرحلة الانتقالية السورية ورونالد لاودر علامات استفهام كبيرة:

هل يحمل اللقاء مؤشرات على انفتاح سوري تجاه دوائر النفوذ الإسرائيلي في واشنطن؟

ولماذا سعت وسائل الإعلام الرسمية إلى تحريف خلفية لاودر وتجميل صورته؟

وهل تأتي هذه التحركات في سياق مقايضات سياسية تتعلق بالعقوبات أو الجولان أو شكل الحل النهائي في سوريا؟

لاودر ليس صديقاً لسوريا.. والتعتيم لا يخفي الحقائق

بغض النظر عن دوافع اللقاء وتوقيته، فإن محاولة تقديم رونالد لاودر بوجه مخالف لحقيقته تمثل تشويهاً للواقع وتضليلاً للرأي العام.

فالرجل معروف دوليًا بأنه من كبار ممثلي اللوبي اليهودي العالمي، ومن أبرز الداعمين لـ “إسرائيل” واحتلالها للجولان السوري.

 

إقرأ أيضاً: غسان عبود ينتقد الإعلام السوري.. ووزير الإعلام يرد ويتهمه بـالافتراء

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.