ثورة السمسم في عين العرب: المزارعون يتخلّون عن الخضار والبطيخ نحو “الذهب الأبيض” المربح

تشهد الأراضي الزراعية في مدينة عين العرب تحولاً اقتصادياً ملحوظاً، حيث يتزايد الإقبال على زراعة محصول السمسم (الذهب الأبيض) بشكل كبير، ليتفوق على محاصيل تقليدية كالخضار والبطيخ والذرة.

ويجد المزارعون في السمسم مردوداً أعلى بكثير وتكاليف أقل وسهولة في التسويق بالعملة الصعبة.

المعادلة الاقتصادية: مردود يفوق التوقعات

أكد المزارعون في ريف عين العرب أن السمسم أصبح الخيار الأذكى اقتصادياً، خاصة بعد أن فشلت محاصيل الخضار والبطيخ في تحقيق الجدوى المطلوبة خلال المواسم السابقة.

عمر درويش (31 عاماً)، مزارع من الريف الشرقي، والذي خصص أربعة هكتارات لزراعة السمسم هذا الموسم، يوضح المعادلة:

“زراعة السمسم حققت مردوداً جيداً، إذ يصل إنتاج كل هكتار إلى طن يُباع بنحو ألف دولار”.

هذا المردود المغري، الذي قد يصل إلى 1500 دولار للطن في حال العناية الفائقة وفق مزارعين آخرين، يقابله تكاليف محدودة جداً.

خفض التكاليف والطاقة الشمسية

إحدى الميزات الرئيسية للسمسم هي انخفاض تكاليف زراعته، التي لا تتجاوز نفقات الهكتار الواحد 300 دولار.

وتقتصر التكاليف على الحراثة والبذار وحوالي ست إلى سبع ريات وسطياً.

أشار المزارع عمر درويش إلى أن الاعتماد على منظومة الطاقة الشمسية في الري ساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء والتكاليف التشغيلية، مقارنة بالاعتماد على مضخات المازوت ذات المصاريف الإضافية ومتطلبات الصيانة.

على النقيض، ذكر المزارع مصطفى قادر أن غياب دعم المزارعين بـ مادة المازوت (الذي يحتاج الهكتار منه 150 ليتراً لكل رية) يشكل عبئاً كبيراً.

مطالباً الإدارة بتوفير ثلاث دفعات من المازوت لتشجيع التوسع في زراعة السمسم.

طلب كبير وتسويق بالدولار

ما يزيد من جاذبية السمسم هو سهولة تسويقه إلى التجار مباشرة نظراً للطلب الكبير عليه، والأهم أنه يُباع بالدولار.

مما يضمن تدفق العملة الصعبة إلى المنطقة ويعود بالفائدة على السوق المحلية.

نزار شيخو، مزارع من قرية “شيران”، يرى أن السمسم يُعد من أنجح الزراعات في عين العرب بسبب ملاءمة المناخ الذي يوفر الحرارة اللازمة.

مشيراً إلى أن أفضل فترة لزراعته تمتد من بداية شهر أيار حتى منتصف شهر حزيران لتفادي تلف المحصول في موسم الأمطار.

وذكرت الخطة الزراعية أن مساحة الأراضي المزروعة بالسمسم في ريف حلب تبلغ 7916 دونماً، وهي تمثل 15% من مساحة الأراضي المروية المخصصة للموسم الصيفي.

هذا التوسع يعود بالنفع على المزارعين وملاك الأراضي والعمالة، ويساهم في تحريك السوق بالدولار

هل ترى أن على الإدارة المحلية زيادة دعم المازوت لتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة المحاصيل المربحة كبديل للمحاصيل التقليدية؟

 

إقرأ أيضاً: العشيرة تقرّر: هل أنت “شبيح” أم محمي.. مَن ينجو في دير الزور؟

إقرأ أيضاً: تقرير ألماني: تصاعد العنف ضد الدروز والعلويين وتحديات التحول في سوريا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.