الزراعة المحمية في سوريا.. 97 ألف بيت بلاستيكي لتعزيز الأمن الغذائي ومواجهة الجفاف
تشهد سوريا انتشاراً واسعاً للزراعة المحمية، حيث بلغ عدد البيوت البلاستيكية وفقاً لإحصائية وزارة الزراعة لعام 2020 نحو (97,547) بيتاً موزعة في المحافظات، وتأتي محافظة طرطوس أولاً، تليها اللاذقية، ثم حمص، فريف دمشق.
وأوضح د.علي محمد عزو، باحث في مركز البحوث العلمية الزراعية بطرطوس – محطة الجماسة، لصحيفة “الحرية” أن هذه الزراعة باتت خياراً أساسياً لتأمين محاصيل خضار متنوعة مثل البندورة والخيار والفليفلة والباذنجان والفاصولياء والفريز، إضافة إلى بعض النباتات الاستوائية والمدارية كالموز والدراغون.
وأضاف أن مواعيد الزراعة تختلف حسب المحصول والمنطقة والأسعار، فمثلاً تزرع البندورة والخيار في الساحل بموسمين، قصير يبدأ في النصف الأول من آب، وطويل في النصف الأول من تشرين الأول، بينما يزرع الباذنجان والفليفلة في النصف الأول من أيلول.
وبيّن عزو أن الزراعة المحمية تؤمن دخلاً لعدد كبير من المزارعين، وتتيح إنتاج الخضر خارج مواسمها الطبيعية، ما يزيد قيمتها الاقتصادية، ويسمح بزيادة إنتاجية وحدة المساحة مع ترشيد استهلاك المياه.
أما التحديات، فقد لخصها عزو في ارتفاع تكاليف الإنشاء والإنتاج، والحاجة لليد العاملة الخبيرة، والمخاطر الناتجة عن الكوارث الطبيعية كالعواصف والصقيع، إضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة ونقصها، وصعوبة تأمين مستلزمات الإنتاج المستوردة من بذور هجينة وأسمدة ومبيدات بالقطع الأجنبي، فضلاً عن تذبذب أسعار المنتجات وعدم استقرار السوق.
وللتغلب على ذلك، شدد عزو على ضرورة تبني استراتيجية متكاملة، تشمل: التأمين الزراعي ضد الكوارث، تأمين الطاقة التقليدية والبديلة بشكل ميسر، دعم فني وإرشادي للمزارعين والالتزام بالروزنامة الزراعية، ودراسة واقع الأسواق لضمان استقرار الحلقة الزراعية وربح المزارع، إضافة إلى دعم تأمين المستلزمات الزراعية وتوجيه الجهود نحو التحسين الوراثي وإنتاج بذار هجينة محلية، بما يسهم في تخفيض فاتورة الاستيراد وتوفير القطع الأجنبي.
وختم عزو بالتأكيد على أن الزراعة المحمية في سوريا تبقى خياراً استراتيجياً لمواجهة شح المياه وزيادة الإنتاجية، وأن نجاحها يتطلب تكاتف جهود الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين معاً.
اقرأ أيضاً:فتح سد الرستن لإنقاذ الزراعة من الجفاف في ريف حماة
اقرأ أيضاً:الجفاف القاتل يوجع الفلاحين السوريين: انهيار الزراعة ومخاوف من تدهور الأمن الغذائي