داما بوست _ كاترين الطاس | صدمةٌ كبيرة عاشتها الأمتين العربية والإسلامية بعد نبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.. فبعد مسيرةٍ تجاوزت الـ 30 عاماً، عاشها من نصرٍ إلى نصر، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، مؤكداً أن الغارة كان هدفها اغتيال الأمين العام للحزب.
ولا شك أن اغتيال شخصية سياسية وعسكرية ودينية لها وزنها وتأثيرها في العالم أجمع سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة العربية.. وللحديث حول هذا الموضوع كان لشبكة “داما بوست” لقاء مع الكاتب والباحث السياسي وعضو مجلس الشعب سابقاً “مهند الحاج علي”.
المقاومة فكرة.. ليست شخصاً
أكد الباحث في حديث خاص لـ “داما بوست” بأن مبدأ الاغتيالات بشكلٍ عام هو أسلوب يتبعه العدو منذ فترة طويلة وذلك يعود إلى فهمه الخاطئ عن مفهوم المقاومة، فالمقاومة ليست أشخاص وإنما هي فكرة يتبناها الأشخاص ويعملون وفقها، متابعاً: “فبالرغم من نجاح سياسة الاغتيالات التي يتبعها العدو لأنه متفوق تكنولوجياً ومتفوق بسلاح الجو والمسيرات، ولكنه لم ينجح أبداً في قتل الفكرة، فمع كل عملية اغتيال يزداد تمسك المقاومين بفكرتهم، وهذا ما سوف يحدث مع استشهاد رمز المقاومة السيد حسن نصر الله.”
“المقايضة” على دماء السيد.. هراء
وتابع: “البعض وعبر وسائل الإعلام العربية والعبرية يتحدث عن مقايضة حدثت بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والغرب على دماء السيد لإيجاد حلٍ ما للوضع المستعصي والانسداد الحاصل حالياً سياسياً وعسكرياً، أو أن هناك جهة من أطراف محور المقاومة قد قدمت معلومات عن تحركات السيد وبقية أعضاء القيادة لكي تتجنب الحرب، وبصراحة هذا الكلام محض هراء.”
وأكمل حديثه: “أولاً؛ عملية اغتيال السيد وباعتراف العدو يتم الإعداد لها منذ عدة سنوات وتعمل عليها أجهزة مخابرات دول كبرى تملك إمكانيات كبيرة، وكان هو شخصياً متابَع منذ فترة، ومن الطبيعي في وقت الحرب أن تزداد حركة القيادات وأن تزداد الأخطاء والهفوات التي قد تساعد هذه الأجهزة على استغلالها مع عملاء على الأرض أو خرق الكتروني لتحديد موقع الهدف، وثانياً؛ فإن إيران والشعب الإيراني قدموا ومازالوا يقدمون كل شيء من أجل المقاومة سواءً في فلسطين أو سوريا أو لبنان أو اليمن والعراق، ويدفعون ثمن ذلك باهظاً من اقتصادهم.”
كيف ستكون سياسة حزب الله بعد استشهاد أمينه؟
أما عن موقف الحزب نفسه من عملية اغتيال أمينه السيد حسن نصر الله، فأشار الباحث إلى أن دماء السيد ستتحول إلى لعنة تطارد حكومة الاحتلال حتى زواله.
وأضاف: “فرغم استهداف القيادة وتفجير البيجر وأجهزة اللاسلكي واستهداف السيد، لم يتوقف إطلاق الصواريخ أبداً، وبنفس المعدل اليومي، ومن المتوقع أن يزداد مدى الصواريخ وأن تصبح الإصابات دقيقة أكثر، لأن المقاومين في حزب الله قرروا أن ينفذوا تعهد السيد الأخير، بأن لا يسمحوا لنتنياهو بأن يعيد المستوطنين إلى الشمال، بل وزيادة غلة المستوطنين النازحين من خلال زيادة مديات الإطلاق لتشمل تل أبيب ومحيطها.”
الانتقام سيكون عظيماً.. لكنه ليس آني
ولفت إلى أنه سيكون هناك استنفار على كافة أطراف محور المقاومة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى، وإبقاء جبهة جنوب لبنان فعالة مع الاستعداد للتصدي لأي اجتياح بري قد يقدم عليه “نتنياهو” في الساعات المقبلة، وبذلك يكون المقاومون في لبنان قد حققوا هدف السيد الأخير الذي حدده قبل استشهاده.
وأردف قائلاً: “أما بعد ذلك، فسوف نتحدث عن شراسة أكبر في مواجهة العدو وتكبيده خسائر فادحة كنوع من أنواع الرد على اغتيال السيد، ولو لم يكن العدو يتألم من نصر الله لما أقدم على اغتياله، وبالتالي الانتقام سيكون عظيماً، ولكن لن يكون حالي وآني، لأن في قلب المعركة الأولوية الآن تكون لتحقيق أهداف الانتصار وبعدها لكل حادثٍ حديث.”
اقرأ أيضا: من هو سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله وما أبرز إنجازاته ؟