استأنفت وزارة الخارجية والمغتربين أمس أعمال الاجتماع الدوري للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية السوريين في يومه الرابع بمقر الوزارة.
وشدد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال د.فيصل المقداد على ضرورة استيعاب السفارات والبعثات الدبلوماسية للوضع الثقافي السوري والذي هو إرث عالمي.
وزير الثقافة تقدم حلولاً لاسترداد الآثار المهرّبة
من جانبها، بيّنت وزيرة الثقافة في حكومة تسيير الأعمال د.لبانة مشوح خلال لقاء مع سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية السورية، رسالة الوزارة ورؤيتها وأهدافها في بناء الفكر وتعزيز الهوية الوطنية وتعميم المعرفة وبناء القدرات والمهارات إضافة إلى حماية وصون التراث الثقافي وتطوير المنتج الثقافي.
وتحدثت الوزيرة عن الصعوبات والعقبات التي تواجه عمل الوزارة ولاسيما بعد الحرب الإرهابية التي شنت على سوريا وكانت سبباً في فقدان وسرقة وتهريب آلاف القطع الأثرية، مقدمة بعض الحلول والاقتراحات التي يمكن أن تساعد في استرداد الآثار المهربة.
وصرّحت مشوح بأهمية أن يرتكز الدبلوماسيون السوريون إلى النقاط الأساسية للهوية الوطنية السورية ومن ضمنها التراث الحضاري والثقافي العريق جداً والمنجز الثقافي الحالي لإعادة الألق لسوريا في الخارج.
وأشارت الوزيرة إلى ضرورة أن تلقى الجهود المبذولة في مجال استرداد الآثار المهربة دعم البعثات الدبلوماسية، لافتةً إلى أن التعاون بين وزارتي الثقافة والخارجية سيثمر عن عدد من المقترحات والحلول الواجب اعتمادها لتطوير العمل الثقافي وأهمها تنشيط الدبلوماسية الثقافية وإبرام اتفاقيات ثنائية مع دول الجوار إضافة لأهمية ايلاء التوثيق العناية الفائقة والتعاون مع الخبراء الآثاريين بين الدول.
أهمية التعاون الدولي في مجال العمل الإغاثي والإنساني
وذكرت وزيرة الإدارة المحلية والبيئة في حكومة تسيير الأعمال رئيسة اللجنة العليا للإغاثة م.لمياء شكور بعد لقائها السفراء ورؤساء البعثات، أن اللقاء تناول أهمية التعاون الدولي في مجال العمل الإغاثي والإنساني في سوريا بما يتعلق بعملهم المؤطر من خلال تقديم الدعم للقطاعات التنموية والإغاثية عبر المساعدات والتشاركية في ذلك مع كل القطاعات الحكومية وغير الحكومية إضافة إلى دور البعثات الدبلوماسية في تعزيز الفهم المتعلق بهذه القضية وحثّ المنظمات الأممية من خلال مقراتها ومنابرها في العالم على تكثيف جهودها فيما يتصل بالحقيقة والواقع وأن يتم نقل الصورة حول الاحتياجات الأساسية للشعب السوري لتجاوز هذه المحنة بطريقة موضوعية وعلمية وبناءً على الحقائق والأرقام.
وتابعت الوزيرة: “إن اللقاء تناول طبيعة آليات التنسيق للمساعدات الإنسانية التي تتلقاها الفئات المستهدفة من السوريين والمناطق والقطاعات الأكثر احتياجاً ومواكبة الدول الحليفة والصديقة لهذه المرحلة منذ تعرض سوريا للحرب الإرهابية عليها إضافة إلى مرحلة التعافي المبكر التي نلج إليها حكومياً وغير حكومياً على مستوى الوزارات والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية وعلى مستوى برامج الأمم المتحدة وهياكلها وهيئاتها المتخصصة”.
تحليل آثار العقوبات أحادية الجانب على الصناعة
وأكد وزير الصناعة في حكومة تسيير الأعمال د.عبد القادر جوخدار أهمية لقاء السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والتعاون بين وزارتي الخارجية والصناعة لتذليل الصعوبات التي تواجهها سوريا جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
ونوّه الوزير جوخدار بأن اللقاء كان حيوياً وتفاعلياً وتم التطرق إلى أهم التحديات التي تواجهها سوريا في المجال الاقتصادي ولا سيما الصناعي، إضافة إلى تحليل واقعي لآثار العقوبات أحادية الجانب على الصناعة، وبحث الأولويات التي تحتاجها وزارة الصناعة، وعرض بعض المشاريع الجاذبة للاستثمار، وإمكانية التعاون مع المكاتب التجارية في الدول التي تتواجد فيها بعثاتنا الدبلوماسية، والعمل على توريد بعض المخطوطات أو بعض “البروشورات” عن خطوط الإنتاج المتواجدة في هذه البلاد ولا سيما تلك التي تهم واقع الصناعة، إضافة إلى دراسة إمكانيات العمل معاً وإيجاد آلية لتأمين بعض المواد الأولية التي تدخل في الصناعة ولا سيما فيما يتعلق ببعض القطع التبديلية التي تعاني وزارة الصناعة من صعوبة تأمينها.
الجاليات السورية في المغترب وتفعيل العمل الاغترابي
وترأس معاون وزير الخارجية والمغتربين حبيب عباس جلسة بعنوان “الجاليات السورية في المغترب وتفعيل العمل الاغترابي”.
واستعرض عدد من السفراء ورؤساء البعثات محاور وعناوين مهمة تضمنت توزع الجاليات السورية حول العالم وطرق تفعيل التواصل معها وموجات اللجوء السوري بعد عام 2011 إضافة إلى المشاكل والتحديات التي تواجه عمل البعثات والاستجابة لها.
وبحث المشاركون الشأن القنصلي والاغترابي والمقترحات لتطوير منظومة العمل الاغترابي لافتين إلى الدور المهم الذي تضطلع به وزارة الخارجية والمغتربين والبعثات الدبلوماسية في رعاية الجاليات السورية المنتشرة حول العالم.
كما دعا المشاركون إلى تفعيل دور القناصل الفخريين، والروابط الاغترابية مسلطين الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المغتربين السوريين في ظل الاتجاه نحو أتمتة العمل القنصلي والاستفادة من التقنية الحديثة ولا سيما في تقديم الخدمات القنصلية.
وتحدث نائب وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ عن أن الاجتماع الدوري للسفراء ورؤساء البعثات يأتي في إطار تنفيذ الإصلاح المؤسساتي الشامل على صعيد الوطن والذي من ضمنه تطوير آليات العمل في وزارة الخارجية وتحسين وتعزيز سبل التواصل بين الإدارة المركزية والبعثات الخارجية.
ولفت صباغ إلى أن الوزارة قامت بالإعداد لهذا الاجتماع على مستويين: الأول عقد لقاءات حكومية بين وزراء في الحكومة لتقديم عروض حول جوانب تخص عمل وزاراتهم وإجراء حوار مفتوح مع رؤساء البعثات وعقد ورشات عمل حول قضايا مختلفة تتناول التحديات والمسائل السياسية والاقتصادية الراهنة التي تخص سورية.
وأكد نائب وزير الخارجية أن ورشات العمل كانت تفاعلية وتضمنت تقديم مقترحات وتوصيات سيتم جمعها وإعداد دليل إرشادي يخرج عن هذا الاجتماع كي يستفيد منه رؤساء البعثات في عملهم وتنفيذ الولاية المنوطة بهم.