شدد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد “حسن نصر الله” على أن ما يجري في سورية هو مشروع أمريكي، بمساندة عدد من الدول الإقليمية، مؤكداً أن القائد الفعلي للحرب على سورية منذ اليوم الأول، كان الأمريكي والسفير الأمريكي في دمشق.
وقال السيد نصر الله “إن التكفيريين المسلحين كانوا مجرد أدوات غبية في المشروع الأمريكي والقوات الأميركية عادت إلى العراق بحجة تنظيم “داعش” وعبر الحجّة ذاتها دخلت لتحتل شرقي الفرات” مطالباً الشعب السوري بأن يتذكر البديل الذي كان يتحضر له، مضيفاً.. “عندما وجد الأمريكيون أن المشروع العسكري فشل، وأن سورية بدأت التعافي، كان قانون قيصر والعقوبات التي فرضت حصاراً قاسياً على الشعب السوري”.
ولفت الأمين العام لحزب الله في حديثه إلى أهمية حقول النفط والغاز السورية، الموجودة شرقي الفرات، والتي ينهبها الأمريكيون كل يوم، ويمنعون عودتها إلى الحكومة السورية، مضيفاً.. “سورية وحلفاؤها قادرون ببساطة على تحرير شرقي الفرات” المحتلة من جانب القوات الأمريكية، محذراً من أنّ القتال في شرقي الفرات قد يتحوّل إلى صراعٍ إقليمي ودولي، موضحاً أنّ المعركة ليست مع “قسد”.
وهدد نصر الله من التصعيد الأمريكي قائلاً.. “إذا أراد الأمريكيون أن يقاتلوا بأنفسهم، فأهلاً وسهلاً، هذه هي المعركة الحقيقية التي ستغير كل المعادلات”.
وجاء حديث سماحة السيد حسن نصر الله في الذكرى السادسة لتحرير الجرود اللبنانية الشرقية، مؤكداً أن المعادلة الاستراتيجية الوطنية اللبنانية، والقائمة على الجيش والشعب والمقاومة، حقّقت انتصارات عظيمة.
وحول الانتصارات التي حققها لبنان، قال السيد نصر الله “إنّ هناك قوى في لبنان راهنت على بقاء الجماعات المسلحة في الجرود وانتصارها، المقاومة أخذت قرارها ودخلت بكلِّ قوة في هذه المعركة حينها” موضحاً أنّ الحكومة اللبنانية آنذاك “لم تأذن للجيش اللبناني بشنِّ هجوم على المسلحين في الجرود، بسبب الضغط الأميركي عليها”، مُشيراً إلى أنّ الأميركيين “هدّدوا الجيش اللبناني بإيقاف المعونات عنه إذا شنّ هجوماً على المسلحين في الجرود”.
وأشار السيد “نصر الله” إلى تضحيات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، مؤكداً أنها إرادة فلسطينية بحتة، مضيفاً.. “أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية، والعجز الإسرائيلي، هرب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى تصوير ما يجري في الضفة كخطةٍ إيرانية”.
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى عدم جدوى التهديدات الإسرائيلية، قائلاً إنّه “لا التهديد، ولا تنفيذ التهديد، سيوقفان المقاومة، بل سيزيدها عناداً وإصراراً وقوة” موجهاً حديثه إلى العدو الإسرائيلي حول ضرورة اعترافه “بأنّه في مأزقٍ تاريخي ووجودي واستراتيجي، وأنّه لن يجد مخرجاً لذلك”.
وحذر السيد نصر الله من أن أي اغتيال على الأرض اللبنانية، يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سواهم، لا يمكن السكوت عنه، وسيكون له رد قوي، مضيفاً أن التهديد بالاغتيال ليس جديدًا، وطوال الصراع مع العدو الإسرائيلي كان يقوم بتنفيذ عمليات اغتيال، فهل استطاعت هذه الاغتيالات أن تهز عضد المقاومة أم دفعت للمزيد من الحضور في الميدان والساحات؟.
ولفت في حديثه عن قوات “اليونيفيل” في لبنان إلى أنها تتحول إلى جواسيس للاحتلال الإسرائيلي، وقال نصر الله رداً على رفض الحكومة اللبنانية المقترح حول اليونيفيل.. “مشكورة الحكومة اللبنانية لسعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفيل للتحرك من دون تنسيق وإذن، ونشد على أيدي الحكومة اللبنانية ونأمل أن تُوفق لإجراء هذا التعديل”.
وأضاف “هذا يتعلق بالكرامة الوطنية وأهل الجنوب لن يسمحوا بتطبيق قرار رغم رفض الحكومة اللبنانية له، فمجلس الأمن الدولي لا يرى ما تقوم به إسرائيل من خروق برية وجوية وبرية، ولذلك يريدون (اليونيفيل) جواسيس عند الإسرائيليين”.