“السماق” حكاية عصا.. كُسرت

داما بوست | غدير إبراهيم

يضطر السوريون دائماً لإيجاد طرقاً مساعدة في الكسر من حدة الأوضاع المادية الراهنة، فلم يعد بوسع المواطن تلبية احتياجاته بوظيفة واحدة، فبعض المال منها والبعض الأخر من هنا وهناك، وفي محاولة لرفع الدخل بما يوازي الأسعار الموجودة في الأسواق حالياً، يلجأ الكثير منهم إلى أعمال ذات ربح جيد مقارنة بتكلفتها، ومن بين هذه الأعمال قطاف وبيع “السماق”.

وبالرغم من عمله الشاق إلا أن ربحه شبه صافي نتيجة عدم وجود تكاليف وأعباء كثيرة لتجهيزه، و”السماق” شجيرة يبلغ ارتفاعها بين مترين أو ثلاثة، تنمو بشكل تلقائي في التربة وفي المناطق الحراجية، تشتهر فيها سورية وخصوصاً في المناطق الساحلية وحمص وحماه وإدلب وحلب، وعملية تجهيزه من الشجرة إلى الطعام لم تختلف كثيراً، فطريقة صنعه بقيت ذاتها، في حين تضاعف سعر الكيلو منذ بداية الحرب وحتى يومنا هذا.

 

وعن تفاصيل ومراحل تجهيزه تروي “أم اسكندر” وهي سيدة متزوجة من قرى بانياس لـ “داما بوست”.. “يعتبر السماق شجرة برية، وتزهر في أواخر الربيع تقريباً في شهر أيار، ونقطفه في شهر تموز من كل سنة، يتم قطفه بشكل يدوي ومن الضروري التعامل معه بحذر نتيجة ارتفاع حموضته وبالتالي يسبب أمراضاً جسيمة على الأيدي لذلك نقوم بارتداء قفازات”.

وأكملت “أم اسكندر” كلامها عن طريقة التجهيز والتحضير قائلةً.. “ثمار السماق تكون على شكل عناقيد، وهذه العناقيد يتم تشميسها ومن ثم إزالة الأغصان والحفاظ على الثمار عن طريق ضربه بلطف بعصاة وغسلها وتنظيفها من الغبار وغيرها، وبلغ سعر الكيلو من السماق الجاهز اليوم حوالي 50 ألف ليرة، فيما وصل سع الكيلو من العناقيد 20 ألف ليرة”.

 

“بالعصاية كنا نفرطوا” هكذا بدأت “هند.إ” وهي موظفة في القطاع العام حديثها عن مراحل تجهيز السماق لـ “داما بوست”.. “كانت أختي الكبرى تقوم بقطف ثمار السماق من الأشجار المنتشرة في القرية لدينا، ولا نستطيع فصل الثمار عن العنقود حيث يكون طرياً وليناً، لذلك نقوم بتيبيسه، ومن ثم تفريطه بضربه بالعصا وغربلته لتنفصل بعد ذلك حبوب السماق عن الأغصان”.

وتابعت “هند” قائلةً.. “بعد فصل الحبوب كانت والدتي تطحنه عن طريق “دقه بالجرن” ليتحول بعدها إلى الشكل المعروف، ونحن في العائلة لا نبيع السماق بل كنا نستخدمه في صناعة الزعتر البلدي مع القليل من السمسم والحمص، وكان سعر الكيلو الجاهز منه بين 150 و200 ليرة أيام زمان، أما الآن لم نعد نعمل به بسبب قلّة الأشجار نتيجة التغيرات المناخية والحرائق الكثيرة”.

وتعرضت بعض المحافظات إلى حرائق كثيرة في صيف هذا العام الأمر الذي أدى إلى موت الكثير من الأشجار الحراجية والزراعية، والتي بدورها ستسبب تراجعاً بكمياتها ووجودها في المنطقة بالتالي اختفاء أحد الطرق التي يعتبرها المواطن متنفساً يحميه من الغرق في هذه الظروف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...