موفق طريف: الوضع في السويداء “كارثي”.. و”داعش” يهاجم دون رادع
وسط استمرار التوترات في محافظة السويداء جنوب سوريا، رغم مرور أكثر من أسبوع على إعلان اتفاق هش لوقف إطلاق النار، أعرب الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في “إسرائيل”، عن قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المحافظة، متهمًا جماعات تابعة لتنظيم “داعش” بتنفيذ هجمات ممنهجة ضد المدنيين.
وفي تصريحات أدلى بها “لقناة i24News، العبرية” قال طريف إن وقف إطلاق النار “لم يصمد ولو لدقيقة واحدة”، لافتًا إلى أن القرى الدرزية لا تزال تتعرض لهجمات منظمة ومدججة بالسلاح، وسط غياب أي تدخل دولي أو حماية حكومية جدية.
“السويداء تترنح إنسانيًا”
وصف طريف الوضع الإنساني في السويداء بأنه “كارثي بكل المقاييس”، مشيرًا إلى انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والدواء، وافتقار المستشفيات للكوادر والإمدادات. وأكد وجود آلاف الجرحى دون رعاية طبية كافية، مع تكدّس الجثث في مناطق تحولت إلى ما يشبه “مقابر جماعية صامتة”، على حد تعبيره.
وأضاف أنه ناقش هذه الأوضاع مع “رئيس الوزراء الإسرائيلي” “بنيامين نتنياهو”، طالبًا تسريع إدخال المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن نتنياهو وعده بالتحرك السريع لمعالجة الموقف.
الدفاع عن النفس ورفض “مشروع خارجي”
ردًا على الاتهامات الموجهة إلى الدروز بالحصول على دعم الإحتلال الإسرائيلي، نفى طريف بشدة وجود أي مشروع خارجي تدعمه الطائفة، مؤكدًا أن ما جرى هو “دفاع عن النفس” في مواجهة ما وصفه بـ”الهجمات الوحشية”. كما حمّل الحكومة السورية الجديدة مسؤولية الفشل في حماية الأقليات، قائلًا إن على الدولة أن تضمن الأمن لجميع مواطنيها دون استثناء.
وأشار إلى أنه على تواصل دائم مع المرجع الروحي في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، بهدف التنسيق ومتابعة تطورات الميدان، ونقل صوت الأهالي إلى المنصات الدولية.
طريف يرفض ضم السويداء ويدعو لحمايتها
وحول الدعوات التي صدرت من بعض الأوساط الدرزية في سوريا بشأن ضم السويداء إلى “إسرائيل”، اتخذ طريف موقفًا حذرًا، مؤكدًا أن “السويداء جزء من سوريا”، مشددًا في الوقت ذاته على أن الأولوية ليست في تغيير الانتماءات، بل في “ضمان حياة كريمة وآمنة لسكانها”.
ودعا إلى إعادة فرض الطوق الأمني في محيط السويداء لمنع تحوّلها إلى منطقة فراغ أمني قد تهدد استقرار الجنوب السوري بأكمله، معتبرًا أن تراجع الدولة وغياب الردع يعززان نفوذ “الجماعات المتشددة”.
وختم طريف مناشدته بدعوة صريحة إلى الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، من أجل التدخل الفوري لوقف الهجمات، وطرد المقاتلين الأجانب، مؤكدًا أن إعادة ثقة الأقليات لا يمكن أن تقوم على البيانات، بل على “إجراءات ملموسة تُنهي الاستباحة والفوضى”.
إقرأ أيضاً: الشرع بين الوحدة والتقسيم .. تناقض الخطاب والأداء السياسي
إقرأ أيضاً: خفايا صفقة السويداء: كيف أعادت واشنطن وتل أبيب توزيع النفوذ في سوريا؟