معرض دمشق الدولي يعود بدورة جديدة: مشاركة دولية، ورؤية اقتصادية لسوريا
انطلقت أمس الاثنين أعمال المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق فعاليات الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، والتي ستُقام خلال الفترة الممتدة من 27 أغسطس/آب المقبل وحتى 5 سبتمبر/أيلول 2025.
يأتي هذا الحدث وسط استعدادات رسمية واسعة ومشاركة دولية متزايدة، ويحمل طابعًا خاصًا كونه الأول بعد “سقوط النظام السابق”، وبإشراف مباشر من رئيس المرحلة الإنتقالية في سوريا أحمد الشرع.
و وصف محمد حمزة، المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، المعرض بأنه “حدث تاريخي عريق طالما شكّل علامة فارقة في المشهد الاقتصادي السوري والعربي والدولي”.
وأكد أن دورة هذا العام تحمل رمزية سياسية واقتصادية كبرى، كونها تعكس إرادة الدولة السورية في العودة القوية إلى واجهة الاقتصاد الإقليمي والدولي.
وأوضح حمزة أن التحضيرات بدأت منذ عدة أشهر وبعد “التحرير مباشرة”، حيث جرى العمل على تأهيل البنية التحتية لمدينة المعارض، وصيانة الأجنحة المتضررة، وتنظيم المساحات المخصصة للدول والشركات المحلية والدولية.
كما أشار حمزة إلى أن مدينة المعارض تمتد على مساحة تبلغ 1,200,000 متر مربع، وتضم نحو 70 ألف متر مربع من الأجنحة المبنية، و65 ألف متر مربع من المساحات المكشوفة المخصصة للعرض، والتي تشمل أجنحة دولية وخاصة ووطنية، إضافة إلى جناح مخصص للصناعات اليدوية.
وتحتوي المدينة على مركز خاص للوفود الرسمية وكبار رجال الأعمال والمستثمرين، وجناح مجهز للصحافيين، ومواقف سيارات تتسع لأكثر من 3000 سيارة، إلى جانب 350 ألف متر مربع من المساحات الخضراء، ومركز صحي، ومركز إطفاء، ومحطة كهرباء، ومحطة ضخ وتحلية مياه خاصة بالمدينة.
أو كد حمزة أن المؤسسة تلقت حتى الآن تأكيدات بمشاركات دولية كبيرة، إلى جانب مشاركة فاعلة من المحافظات السورية والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية،
مما يجعل من هذه الدورة منصة وطنية شاملة تعبّر عن قدرات سورية وتنوعها. ولفت إلى أن الجناح السعودي سيكون ضيف شرف هذه الدورة،
وسيفتتح رسميًا بحضور وفد رسمي رفيع، في خطوة تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وتفتح الباب أمام مزيد من التعاون العربي المشترك.
اعتبر حمزة أن الدورة الـ62 ستكون استثنائية بكل المقاييس، وستعكس “صورة سورية الجديدة، القوية، المنفتحة، الواثقة بقدراتها ومستقبلها”.
ودعا جميع الشركات والمستثمرين للمشاركة، وجميع المواطنين لزيارة المعرض والتعرف إلى التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سورية.
من جانبه، قال وزير الثقافة في الحكومة الإنتقالية في سوريا محمد ياسين الصالح، خلال المؤتمر، إن “إطلاق فعاليات معرض دمشق الدولي هو رسالة حضارية تقول إن شعبنا يعرف كيف يبني، ويعرّف الآخر على إرثه، ويشارك العالم في رؤيته، وبذلك يصبح المعرض منصة للتبادل التجاري والثقافي”.
أما وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة الإنتقالية في سوريا محمد نضال الشعار، فقد أكد أن “سورية اليوم لا تقوم بإعادة ما تهدّم، وإنما تستند إلى مقومات حضارية”.
موضحًا أن البلاد لا تقدم مجرد أجنحة ومنتجات، بل “فرصة لدولة سورية بأن تنهض، وللاقتصاد بأن يتعافى، فهي تفتح أبوابًا للمستقبل”.
وأضاف الشعار أن “القطاع الصناعي في سورية الجديدة بدأ بقوة في المناطق الصناعية، مع تسهيلات حكومية كبيرة، والقطاع الزراعي بدأ ينهض بأبنائه”،
مشيرًا إلى أن “سورية تفتح ذراعيها من جديد للعالم، وتسن قوانين جديدة لجذب الاستثمارات”، ومشددًا على أن “سورية الحرة تُبنى بمشاركة أبنائها جميعًا”.
وبيّن الشعار أن “سورية الجديدة هي المنتجة، التي تعيد تشكيل معاملها، وبناء إنتاجها، وتؤمن بشراكتها الحقيقية مع الآخرين، وتبني اقتصادها على الشراكة لا على الولاء”.
إقرأ أيضاً: انطلاق مؤتمر ومعرض DentalHealth 2025 بدمشق
اقراً أيضاً: وزارة الصناعة تحدد أسعار الأراضي في المدن الصناعية السورية