شيخ عقل طائفة الدروز في لبنان يحمّل دمشق مسؤولية أحداث السويداء

في تحوّل لافت بموقفه من التطورات الأخيرة في محافظة السويداء، حمّل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، الدولة السورية مسؤولية تصاعد الأحداث، معتبرًا أن دمشق كان بإمكانها تجنب ما جرى لو اختارت الحوار والتفاهم بدلاً من الحلول الأمنية.

وفي مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”،  أعرب أبي المنى عن استغرابه من “سماح” السلطات السورية بوصول الأمور إلى هذا الحد من التدهور، داعيًا إلى صياغة اتفاق سياسي يطمئن أهالي السويداء وسائر الأقليات، ويعزز ثقتهم بمؤسسات الدولة.

وقال إن المطلوب اليوم هو بناء عقد اجتماعي جامع، بإشراف دولي إن لزم الأمر، وإن على الدولة السورية أن تحترم جميع مكوناتها، وأن تسعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية، بدلًا من الانزلاق إلى صراعات تهدد وحدة البلاد.

موقف متغير ودعوة للمحاسبة

وتأتي تصريحات أبي المنى بعد أيام فقط من تحميله شيخ عقل السويداء، حكمت الهجري، مسؤولية التوترات، في حديث لقناة “الإخبارية السورية” في 22 تموز. حينها انتقد “غياب المرونة” لدى الهجري، معتبرًا أن التصعيد والتعبئة لا يفضيان إلا إلى “الخراب وسفك الدماء”، داعيًا إلى الاصطفاف خلف الدولة السورية الجديدة.

لكن في حديثه الأخير، أشار أبي المنى إلى أن الهجري “عانى كثيرًا وكان مستهدفًا”، مطالبًا بتقدير هذا الدور والتطلع إلى المستقبل ضمن الدولة السورية الواحدة. كما شدد على ضرورة إطلاق سراح النساء المحتجزات والمفقودين، مشيرًا إلى وجود قوائم تتضمن أكثر من 500 اسم مفقود.

وأكد أبي المنى على أهمية محاسبة من وصفهم بـ”المرتكبين المسؤولين” عن الجرائم، مذكّرًا بالخسائر الكبيرة التي لحقت بالأرواح والممتلكات، ومشيرًا إلى أن مؤسسات إحصائية تعمل حاليًا على توثيق حالات المفقودين.

قلق من تدخلات خارجية وتحذير من التصعيد

وتساءل الشيخ الدرزي اللبناني عن خلفيات التحرك العشائري الذي جرى خلال المعارك في السويداء، واصفًا إياه بـ”المشبوه”، ومستنكرًا تصوير الأمر وكأنه “تحرير للقدس”.

وربط أبي المنى تصاعد التوترات بمسار التفاوض الجاري بين الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، والحكومة الإسرائيلية في أذربيجان، متسائلًا عما إذا كانت “إسرائيل” قد خدعت دمشق في سياق تلك التطورات.

واعتبر أن الاتفاق الذي أنهى الاشتباكات في السويداء جرى برعاية أمريكية مباشرة، ما يعكس برأيه “الحاجة المستمرة للرعاية الدولية من أجل استقرار سوريا”، داعيًا السوريين إلى الحذر من المخططات التي قد تستهدف المنطقة.

تحركات خارجية وتنسيق إغاثي

وأشار أبي المنى إلى أن طائفة الموحدين الدروز في لبنان تواصلت مع عدة جهات إقليمية ودولية، من بينها السفارة السعودية في دمشق، ووزارتا الشؤون الاجتماعية والداخلية، إلى جانب الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر اللبناني، بهدف تأمين الإغاثة وتسهيل الوصول إلى المفقودين والمحتجزين.

كما كشف عن أن أهالي السويداء يعملون حاليًا ضمن هيئات متخصصة لتنسيق الجهود في مختلف القطاعات، ما يعكس سعي المجتمع المحلي إلى تجاوز آثار الهجوم وإعادة ترتيب أوضاعه.

خلفية التصعيد وأرقام الضحايا

وكانت المواجهات في السويداء قد اندلعت في 12 تموز الجاري، إثر حادثة خطف أشعلت اشتباكات بين فصائل محلية درزية وسكان من حي المقوس من البدو. تطور الموقف لاحقًا مع تدخل قوات أمنية تابعة للدولة، ما فاقم المواجهات، قبل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية ودعم إقليمي من تركيا والأردن.

إقرأ أيضاً: الشرع بين الوحدة والتقسيم .. تناقض الخطاب والأداء السياسي

إقرأ أيضاً: خفايا صفقة السويداء: كيف أعادت واشنطن وتل أبيب توزيع النفوذ في سوريا؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.