الاستثمارات السعودية ستعيد التقانة الحديثة إلى المصانع السورية
رأى عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، الدكتور علي كنعان، أن الشراكات الاستثمارية المزمع تنفيذها بين سوريا والسعودية تمثل فرصة استراتيجية لإدخال تقانات وآلات حديثة إلى السوق السورية، بعد عقود من الجمود التكنولوجي في قطاعي الصناعة والإنتاج.
وقال كنعان في تصريح لصحيفة “الوطن” إن الشركات السعودية التي وقّعت اتفاقيات ضمن المنتدى الاستثماري الأخير في دمشق، تمتلك خبرات متقدمة في مجالات متعددة، مثل السياحة والصناعة والاتصالات، ما يجعل التعاون معها نقطة تحوّل قد تسهم في تحديث أدوات الإنتاج السوري ودعم جهود إعادة الإعمار.
وأضاف: “سيرى السوريون من خلال هذه المشروعات تقانات لم تُشاهد منذ سنوات طويلة في المعامل الوطنية، وهو ما سيحفّز القطاع الصناعي المحلي على التحديث، ويخلق حاجة لتشغيل الكفاءات الوطنية وتطوير مواد أولية جديدة تُستخدم في عمليات البناء والإنتاج.”
قيمة مضافة وفرص واعدة
وبحسب كنعان، فإن الصناعات التي ستدخل السوق السورية عبر هذه الشراكات ستضيف قيمة مضافة تتجاوز 60% للصناعة المحلية، ما سيؤدي إلى تحسين مستويات المعيشة وزيادة الدخل الفردي، فضلًا عن المساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي، عبر إدخال مواد أولية حيوية لعملية إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن هذه الاستثمارات، بما في ذلك مشروعات كبرى كمعمل الإسمنت الأبيض، ستعزز من جاذبية السوق السورية أمام المستثمرين السوريين في الخارج، وكذلك المستثمرين العرب والأجانب، معتبرًا أن الاستثمار السعودي سيكون بمثابة “الرافعة الأولى” للاقتصاد السوري في هذه المرحلة.
تحديث منهجي وإنتاج محلي جديد
وأكّد كنعان أن الشركات السعودية لا تستخدم إلا تقانات إنتاج حديثة، وهو ما سيُجبر الشركاء المحليين على الخروج من دوائر الإنتاج التقليدية. كما سيفتح المجال أمام تأسيس مصانع سورية لصناعة المواد الأولية اللازمة للتشغيل، وبالتالي تنشيط سلاسل التوريد المحلية.
وختم بالقول إن “هذا التحديث التقني لا ينعكس فقط على خطوط الإنتاج، بل أيضًا على الثقافة الصناعية والإدارية، ما يسهم في نقل المعرفة إلى الكفاءات المحلية، وبناء قاعدة صناعية أكثر استدامة وحداثة، تنسجم مع متطلبات المرحلة القادمة في سوريا”.
إقرأ أيضاً: انطلاق مؤتمر ومعرض DentalHealth 2025 بدمشق
اقراً أيضاً: وزارة الصناعة تحدد أسعار الأراضي في المدن الصناعية السورية