الأمم المتحدة تحذّر ألمانيا: “الوضع في سوريا لا يزال هشًا”

أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عن قلقه البالغ من قرار الحكومة الألمانية تعليق برنامج لم شمل أسر اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية، محذرًا من أي خطوات قد تؤدي إلى إجبار السوريين على العودة في ظل استمرار هشاشة الأوضاع داخل سوريا.

وفي مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ الألمانية، شدد غراندي على أن السوريين بالفعل تخلّصوا من نظام بشار الأسد، لكن الحكومة الجديدة ما تزال تفتقر للخبرة، والوضع في البلاد غير مستقر بما يكفي لعودة اللاجئين، وخاصة أولئك الموجودين في أوروبا.

وقال غراندي: “عاد مئات الآلاف من النازحين داخليًا، لكن من أوروبا لم يعد تقريبًا أي لاجئ، لأن الظروف هناك أفضل. لا ينبغي الضغط على اللاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم، فهذا يخلق مشكلات إضافية”.

وأضاف المسؤول الأممي أن الحل لا يكمن فقط في تقديم المساعدات، بل في تحويلها إلى استثمارات صغيرة تُمكّن السوريين من بناء مستقبلهم داخل بلادهم. واستشهد بقصة لاجئة سورية من درعا، تطمح إلى تأسيس مشروعها الخاص في الطهي، لكنها تحتاج فقط إلى أدوات بسيطة، كالثلاجة، وليس إلى أموال نقدية.

قرار ألماني يثير الجدل

وكان البرلمان الألماني (البوندستاغ) قد أقر يوم الجمعة 27 حزيران مشروع قانون يقضي بتعليق لم شمل أسر الحاصلين على الحماية الثانوية لمدة عامين. ويأتي هذا القرار تنفيذًا لتعهد انتخابي من التحالف المسيحي الاشتراكي بقيادة حزب “البديل لألمانيا”، الذي يتبنى سياسات أكثر تشددًا تجاه الهجرة.

وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت، دافع عن القرار بقوله إن “قدرات ألمانيا على الاستيعاب وصلت إلى حدودها القصوى، خاصة في مجالات التعليم ورعاية الأطفال والسكن”، مشددًا على ضرورة وضع حدود واضحة للهجرة.

يُذكر أن هناك نحو 388 ألف لاجئ في ألمانيا يتمتعون بوضع الحماية الثانوية، 75% منهم من السوريين الذين فروا من الحرب، بحسب دويتشه فيله.

ويُخشى أن يؤدي القرار إلى تفاقم معاناة آلاف العائلات السورية التي تعيش في حالة من الانفصال القسري، وسط دعوات حقوقية واسعة لمراجعته ومواءمته مع المعايير الإنسانية الدولية.

اقرأ ايضاً: سوريا و الأمم المتحدة تناقشان عودة اللاجئين: تأكيد على التعاون المشترك

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.