داما بوست/ جعفر الحافي
لا تزال المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة الموالية لتركيا تشهد حالة غليان شعبي وفصائلي، فالتظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط متزعم “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني” تتمدد وتتوسع مترافقةً مع اقتتال داخلي بين الفصائل من جهة وفتح “الهيئة” جبهات ضد الجيش السوري كانت خامدة لأشهر عديدة، حيث شنت “الهيئة” عمليات عدة ضد مواقع الجيش في حلب وإدلب باءت جميعها بالفشل، ولكن ما هدف “الجولاني” من فتح تلك الجبهات وبيته الداخلي يشهد تلك التظاهرات؟، ولماذا اغتال “أبو ماريا القحطاني” بعد أن أطلق صراحه؟
الكاتب والباحث السياسي “علي جديد” أكد لـ “داما بوست” أن ما يحصل في الشمال من تظاهرات ضد “الجولاني” تعود لسوء الاوضاع الاقتصادية وزيادة معدلات الفساد وقمع الحريات حتى الشخصية منها، وأيضاً الرغبة التركية في ترتيب الأوضاع في المنطقة لصالحها بمعنى إيجاد قيادة تدين بالولاء لأنقرة مما يحسن قوتها التفاوضية مع الروس والأمريكان في أي مفاوضات مستقبلية حول الأزمة في سوريا.
وحول اغتيال “أبو ماريا القحطاني” قال “جديد”: “اغتيال أبو ماريا يأتي في إطار التصفيات الانتقامية الداخلية ضمن الهيئة، فبعد إطلاق سراحه وتحوله لرمز للحراك المناهض “للجولاني” تمت تصفيته لإيصال رسالة للمتظاهرين والقيادات الأخرى أن نهاية كل من يعادي “الجولاني” هي القتل.
وفيما يخص عمليات “الهيئة” ضد مواقع الجيش السوري رأى “جديد” أن ذلك يدلل على أن “الجولاني” يحاول فتح جبهات خارجية لصرف أنظار الناس عن مطالبهم وأن هناك خطر يهدد حياتهم وهذا الخطر مصدره الجيش السوري وأيضاً يحاول من وراء ذلك تقديم صورة نصر لرعاياه لعله بذلك يستطيع تهدئة الشارع المناهض له.
وأكد “جديد” أن الدولة السورية لن تدخر جهداً لاحتواء ودعم مواطنيها في تلك المناطق انطلاقاً من واجبها القانوني والدستوري، وشدد على أن الجيش السوري قادر على التصدي لأي محاولات لاختراق خطوط النار المعمول بها وفق اتفاقية خفض التصعيد.
يبدو أن أيام “الجولاني” باتت معدودة لا سيما مع فشل خطته بإشعال جبهات القتال ضد الجيش السوري لحرف أنظار الشارع في المناطق التي يسيطر عليها عن وجهته، وأمام توسع وتواصل التظاهرات والاحتجاجات ضد ممارسات “الهيئة” وتسلطها على المنطقة الخاضعة لسيطرتها.