منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والاحتلال يحاول أن يلحق أكبر دمار ممكن في القطاع عبر تعمده تدمير البنية التحتية وارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق سكان القطاع المنكوب.
ولتحقيق غاياته النازية استخدم الاحتلال أحدث ما في ترسانته وترسانة حلفائه من أسلحة حديثة ومتطورة تعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي، لتتفاقم حصيلة عدوانه من قتل وإبادة وتدمير.
أشار تقرير في صحيفة “بوليتيكو” الأميركية بأن أميركا أرسلت مئات المسيرات التي تدعى طائرات استطلاع قصيرة المدى، تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي وأدواته دون الحاجة إلى توجيه بشري، مضيفاً بأنها تستخدم في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أنواعها.
كما يستخدم الاحتلال طائرات ذاتية القيادة من شركة “شيلد إيه آي” الأميركية، وهي طائرات “توفاج” والتي تستخدم داخل المباني فقط، إذ تعتمد على تخطيط خوارزميات الرؤية الحاسوبية للتحرك ذاتياً داخل المباني بدون الحاجة إلى نظام “جي بي أس” أو توجيه بشري.
وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن “إسرائيل” طلبت من الولايات المتحدة 200 مسيرة انتحارية من طراز “سوتيشي بليه 600”، والتي تمتلك كاميرا متطورة وقادرة على حمل كمية من المواد المتفجرة، لافتةً إلى أن لديها القدرة على استقبال المعلومات من الطائرات دون طيار.
ووفقاً لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، فإن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم نظام “جوسبل” الذكي في تقدير عدد الضحايا المدنيين في القصف، واقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم داخل محيط معين، وحساب كمية الذخيرة اللازمة، وتشدد الصحيفة على أن هذه الخوارزميات إحدى أكثر طرق القصف تدميراً وفتكاً في القرن الحادي والعشرين.
ويقول مسؤول إسرائيلي لوكالة” بلوميرغ” الأميركية: “يعتمد نظام” جوسبل” على معلومات وصور من الطائرات المسيرة والمعلومات القادمة من اعتراض الاتصالات”، متابعاً “كما يستخدم بيانات أبراج المراقبة لرصد تحركات الأفراد المستهدفين، ثمّ يعطي إرشادات لأهداف يجب مهاجمتها مع بيان عدد الأشخاص المحتمل “قتلهم” في القصف.
وأوضح بأن أغلب الأنظمة تخضع لمشغل بشري يتولى فحص الأهداف وخطط الغارات الجوية والموافقة عليها، لافتاً إلى أن البرنامج لا يأخذ القرار بنفسه بل يتركه لقائد الوحدة الذي يضغط زر التدمير بعد أن تصله قائمة الأهداف.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية بأن الكيان الإسرائيلي يستخدم تقنيات جديدة للرؤية الليلية يدعى “IDo” والذي يقدم صورة ثلاثية الأبعاد، مضيفةً بأنه يسهل استخدامه لفترات زمنية طويلة من خلال تثبيت الجهاز بسهولة على الجزء الأمامي من الخوذة.
بدوره، كشف تحقيق استقصائي أجرته مجلة “+972” العبرية بأن “إسرائيل” اعتمدت في قصفها قطاع غزة على نظام “حبسورا” والذي وصفه ضباط استخبارات إسرائيلي ب “مصنع الاغتيالات الجماعية”، الذي يمكن من تحديد الأهداف بصورة شبه تلقائية لاستهداف التجمعات التي تعتزم إسرائيل بوجود عناصر المقاومين الفلسطينيين بداخلها.
وفي هذا الصدد، يقول قائد سلاح الجو في الكيان الإسرائيلي” أومر تيشلر” : إن قدرات الاستهداف بالذكاء الاصطناعي ساعدت” الجيش الإسرائيلي” على تجميع أهداف جديدة بشكل أسرع، متابعاً ” أصبح بمقدور” الجيش” إسقاط آلاف القنابل على مدار الساعة لأهداف محددة في غزة دون فرق بين النهار والليل.
ومن جهتها، أدانت منظمة العفو الدولية استخدام الاحتلال الإسرائيلي كاميرات تحتوي تقنيات التعرف إلى الوجه، وذلك لمسح أوجه النازحين من شمال غزة إلى جنوبها للإمعان في التنصت والتجسس.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي وصف عدوانه على قطاع غزة عام 2021 بأنه أول حرب بالذكاء الاصطناعي في العالم، واستخدمه لتحديد منصات إطلاق الصواريخ ونشر أسراب الطائرات من دون طيار في غزة لتكون نتائجه كارثية على أهالي القطاع ولاسيما النساء والأطفال.