مستشار الأمن البريطاني أنشأ قناة سرية مع تحرير الشام قبل سقوط الأسد

كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية، في تحقيق للصحفي توني دايفر، عن دور مستشار الأمن القومي البريطاني، جوناثان باول، في إنشاء قناة خلفية سرية بين جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6) وهيئة تحرير الشام في سوريا، المصنفة “كجماعة إرهابية محظورة” في المملكة المتحدة أنذاك.

وحسب التقرير، جاء تكليف باول عام 2023 أثناء عمله في نشاط خيري، وبطلب مباشر من الاستخبارات البريطانية، بهدف فتح قناة تواصل مع التنظيم قبل سقوط نظام بشار الأسد، في محاولة للتأثير على مستقبل الحكم في سوريا. واستُخدمت هذه القناة للتواصل مع هيئة تحرير الشام، التي وصفتها الصحيفة بأنها جماعة “جهادية عنيفة” ومتهمة بارتكاب جرائم حرب، لكنها تمكنت لاحقاً من الاستيلاء على السلطة في سوريا بقيادة أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم “أبو محمد الجولاني”.

وبحسب التحقيق، استعان باول بمنظمة “Inter Mediate” غير الحكومية، التي يعمل بها تحت غطاء العمل الإنساني وحل النزاعات، لضمان وجود منفذ قانوني يسمح بالتواصل مع أعضاء التنظيم، وذلك استناداً إلى بند في قانون مكافحة الإرهاب البريطاني يسمح بإجراء “اتصالات حميدة” لأغراض إنسانية أو حفظ السلام.

وأوضح التقرير أن باول عمل مع دبلوماسيين غربيين، من بينهم السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد، لإقناع الشرع بالتخلي عن العنف والتحول إلى كيان سياسي، مع تقديم بعض التنازلات مثل إعادة عقارات وأراض كان عناصر التنظيم قد استولوا عليها سابقاً.

وأكدت الصحيفة أن الجهود البريطانية مهدت الطريق لعودة الدبلوماسيين البريطانيين إلى سوريا بعد أسابيع من تولي الشرع السلطة، بما في ذلك زيارة وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد لامي في يوليو الماضي، لتصبح أول زيارة لوزير بريطاني منذ 14 عاماً.

كما أشار التقرير إلى أن المملكة المتحدة رفعت اسم هيئة تحرير الشام من قائمة المنظمات الإرهابية الشهر الماضي، في خطوة ستسهل التعامل المباشر مع الحكومة السورية الجديدة، على الرغم من أن الجماعة لم تغير سلوكها بالكامل بعد.

ويُذكر أن باول لديه سجل طويل من الاتصالات السرية مع شخصيات وأنظمة مثيرة للجدل، بما في ذلك مسؤولون من كوريا الشمالية، وعلاقات سابقة مع إدارة هيلاري كلينتون عام 2012، في سياق مبادرات لحل النزاعات وإنشاء قنوات خلفية بين المتمردين والحكومات.

وقد أثار الكشف عن دوره تساؤلات في الأوساط السياسية البريطانية، حيث دعا وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، إلى “مزيد من الشفافية” حول هذه الاتصالات، في حين اكتفى متحدث باسم الحكومة بالتأكيد على أن باول التقى خلال مسيرته بمجموعة واسعة من المنظمات حول العالم ضمن مهام حل النزاعات والسياسة الخارجية.

اقرأ أيضاً:الهيئة العلمائية لأتباع أهل البيت تدعو للتمسك بوحدة سوريا

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.