داما بوست _ كاترين الطاس | قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة المنضوية تحت ما يسمى “جبهة النصرة الإرهابية” والموجودة في ريفي حلب وإدلب بشن هجوم واسع مستهدفة عدد من القرى والبلدات الآمنة ونقاط عسكرية في حلب.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 90 مسلحاً من “هيئة تحرير الشام _ جبهة النصرة” والفصائل المتحالفة معها؛ بحسب ما رصدت شبكة “داما بوست”.
الخبير العسكري “كمال الجفا” أكد في حديث خاص لـ “داما بوست” أننا الآن أمام مرحلة جديدة مختلفة كلياً، حيث سقطت قانونياً ومنطقياً كل تفاهمات مناطق خفض التصعيد بين تركيا وروسيا بعد الهجوم الكبير والواسع الذي شنته “هيئة تحرير الشام” والقوة المشتركة التابعة لمليشيات “الجيش الوطني” التابع لتركيا على كافة قطاعات الجبهة في ريفي حلب الغربي والجنوبي الغربي.
وقال: “نحن أمام فرضيتين؛ سبق أن منعت تركيا الفصائل المسلحة من شن أي عملية عسكرية ضد الجيش السوري تزامناً مع الحرب التي تشنها ’إسرائيل’ في غزة ولبنان وكان ذلك رغبة إسرائيلية أمريكية، وبالتالي الهجوم اليوم ربما كان بقرار من هذه الفصائل ولا دور لتركيا فيه وبالتالي حررت نفسها من أي التزامات مع الجانب الروسي فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد والتي حمت بموجبها كل مناطق سيطرة المعارضة من أي تقدم للجيش السوري خلال السنوات السابقة، ووصلت اليوم إلى حالة تمرد لهذه الفصائل على تركيا ورفض كل خططها لفتح المعابر والطريق الدولي ’حلب سراقب اللاذقية’ وهذه العملية لهذه الفصائل تسقط المسؤولية كاملة عنها في أي معارك يقوم بها الجيش السوري لتطبيق هذا الاتفاق.”
وتابع الخبير: “أما الفرضية الأخرى فربما تركيا غضت النظر عن هذا الهجوم وأمنت لهذه الفصائل تسهيلات لوجستية وأمنية ومعلوماتية والهدف هو الاستفادة من هذا الضغط العسكري على الجيش السوري والحكومة السورية لدفع الرئيس بشار الأسد للجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس التركي والتي رفضها الرئيس الأسد قبل الحصول على شرط الانسحاب المسبق للجيش التركي من الأراضي السورية.”
ولفت إلى أن قوات الجيش أعادت توزيع قواتها في مناطق الخروقات ودفعت بتعزيزات ضخمة وعززت أيضاً خطوط الدفاع حول كامل خطوط التماس، مضيفاً: “ننتظر الساعات القادمة والقرارات التي ستخرج عن اجتماع القيادة السورية والروسية بعد نهاية اللقاء الذي تم أيضاً بين الجانب التركي والروسي.”
وأكمل: “هل نحن أمام معركة واسعة على كامل القطاعات وإنهاء كل التفاهمات الروسية التركية أو إعادة خطوط التماس عما كانت عليه، مع قناعتي أن الساعات القادمة ستشهد معارك طاحنة مع هذه المجموعات بمشاركة واسعة لسلاح الجو الفضائي الروسي والذي لم تكن له مشاركة فعالة خلال معارك يوم أمس.”
وختم الخبير حديثه بالقول إن “قرار الدخول لحلب هو أكبر من أحلام هؤلاء بكثير وما ارتكبوه من خطأ استراتيجي كبير ستتوضح نتائجه خلال الساعات والأيام القادمة.”
اقرأ أيضاً: لبنان يأخذ “استراحة محارب”.. ونتنياهو يترجم فشله بتهديد سوريا!