نار حزب الله تصنع النصر الحقيقي.. جيش نتنياهو فشل في لبنان ودخان نصره الوهمي يتصاعد
في الحرب الأخيرة أثبتت المقاومة، وخصوصاً في لبنان، أنها كانت وما تزال الأقدر على التعلم من الحروب والدروس، وشكل حزب الله مدرسة متقدمة في هذا الخصوص
داما بوست- خاص| تصاعد دخان حزب الله الأبيض في لبنان من نيرانه وصواريخه التي كسرت شوكة الاحتلال على مدى أيام عدوانه على غزة ولبنان، ومعه تصاعد دخان الاحتلال الأسود ليعلن فشل جيش نتنياهو في إحراز أي نصر حقيقي، فقط النصر الوهمي المعلن على منابر الاحتلال كان سائداً على مدى أيام عدوانهم الغاشم على لبنان وغزة.
وتحت عناوين الانتصار والقضاء على المقاومة، وضع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كيانه على طريق الفشل، متباهياً بإنجازات ليست سوى نقاط تثبيت مؤقتة لوجوده واستمراريته، على رأس السلطة في الكيان، بعدما استشعر تهديداً لحلمه المزعوم في بناء “إسرائيل الكبرى”، والجلوس على كرسي حكمها، وبالفعل نسفت نيران المقاومة في حزب الله وغزة تلك الأحلام إلى غير رجعة.
نتنياهو يعيش اليوم نشوة إجرامه وهو يراقب سلاح الجو الصهيوني يوجه الضربات على المنازل والمدنيين في لبنان وغزة، وكذلك ضرب وقصف اليمن وسوريا متوهماً أنه سيعيد الاعتبار لمفاهيم الهيمنة والسيطرة الإقليمية الإسرائيلية، ودأب مع من يشبهونه في الكيان عن الحديث عن إعادة ترتيب المنطقة وإحداث تغيير استراتيجي بعيد المدى، في شرق أوسط جديد زعم أنه سيتمكن من صناعته.
رئيس حكومة الاحتلال ليس فقط يدور في حلقة الفشل المغلقة، بل ويدور أيضاً في حلقة الكذب، فهو زعم القضاء على قدرات المقاومة في حزب الله وحماس، لكن الواقع يعكس تكذيباً له ولأقواله، فالعجز عن تحقيق أهداف الحرب الصهيونية واستمرار احتفاظ “حماس” بالأسرى واصطياد جنود الاحتلال، وقدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ والمسيرات الانقضاضية، وإشعال “تل أبيب”، كل ذلك خلق حالة انعدام ثقة ليس فقط بالقيادة السياسية وإنما أيضا بجيش الاحتلال.
وما حصل ويحصل مؤخراً رسخ العقيدة داخل المجتمع الإسرائيلي بعجز جيش كيانهم عن حماية المستوطنين، وطوفان السابع من أكتوبر يعتبره الصهاينة نذير شؤم للمستقبل الإسرائيلي رغم كل ما يقوم به جيش الاحتلال من تدمير ممنهج لقطاع غزة، وكذلك تدمير قرى في جنوب لبنان، والقصف الجنوني على الضاحية الجنوبية، ومناطق في العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي الحرب الأخيرة أثبتت المقاومة، وخصوصاً في لبنان، أنها كانت وما تزال الأقدر على التعلم من الحروب والدروس، وشكل حزب الله مدرسة متقدمة في هذا الخصوص، وهو يسطر اليوم ملاحم في مقارعة العدو رغم اغتيال أمينه العام السيد الشهيد حسن نصر الله وثلة من قياداته العسكرية والسياسية.
وليس مبالغة بالقول إن نشوة نتنياهو مؤقته وحلمه التوسعي وشرق أوسطه الجديد حرقته صواريخ حزب الله، من مسافة صفر، منذ زمن بعيد، وإذا كانت حرب لبنان الأولى بدأت بوهم القدرة على تغيير الوضع الاستراتيجي في المنطقة وفق رؤية رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرييل شارون، فإن الحرب الحالية أعجز عن تغيير الوضع الاستراتيجي وفق رؤية بنيامين نتنياهو المهزوم نفسياً وعسكرياً.
ويروج الاحتلال مع انتكاساته في ميدان المعارك العسكرية عبر إعلامه، وغيره من إعلام غربي لفكرة أن “إسرائيل” متمكنة من الواقع الميداني، وأظهرت قدراتها التكنولوجية المتفوقة على خصومها، وأنها تخوض حالياً حرباً على عدة جبهات وهي تزعم أنها منتصرة، لكن الواقع الحقيقي بخلاف ما يروج له كيان الاحتلال وماكيناته الإعلامية والعسكرية والسياسية.
وفي الوقت الذي كان يجري فيه الحديث عن قرب إعلان تسوية في لبنان ووقف إطلاق النار، صب العدو الإسرائيلي جام حقده وإجرامه على لبنان عبر تصعيد الغارات الجوية التي شملت مناطق جديدة في العاصمة اللبنانية بيروت خارج إطار الضاحية الجنوبية إلى جانب القصف العنيف للضاحية الجنوبية، ومناطق الجنوب اللبناني، وكل ذلك على سبيل استعراض القوة وإلحاق المزيد من الدمار بلبنان، ومحاولة يائسة لتأليب الشعب على مقاومته.
الغارات القوية التي استهدفت العاصمة اللبنانية بيروت ومناطق الجنوب يرشح منها بأن هدف الاحتلال إلى جانب زرع الرعب في قلوب اللبنانيين إرسال رسالة للداخل الاسرائيلي بأن جيش الاحتلال وافق على الاتفاق من موقع القوة وليس من موقع الضعف، بمعنى أنه أراد تسجيل انتصار وهمي لتسويقه للداخل الاسرائيلي وإقناعه بأن جيش الاحتلال حقق إنتصاراً في لبنان .
نتنياهو الفاشل وكما أكد محللون بحاجة إلى هذا الإنتصار الوهمي لتسويقه للجمهور الإسرائيلي الممتعض أصلاً مما يحدث في لبنان، حيث يعتبر الكثيرون داخل كيان الاحتلال الذهاب إلى تسوية في لبنان هزيمة، خصوصاً وأن وعود نتنياهو في إقامة شريط أمني جنوب لبنان، والقضاء على قدرات حزب الله تبخرت حيث مايزال حزب الله يحتفظ بقدراته وبإمكانه إلحاق ضرر كبير بـ “إسرائيل.”
ويعكس الجنون الجوي العنيف من قِبل قوات الاحتلال حالة الإفلاس السياسي والعسكري الإسرائيلي حيث من السهل جداً على جيش الاحتلال استهداف المدنيين، ولكن هذا لا يعتبر انتصاراً لجيش الاحتلال فالحرب ليست بين جيش الاحتلال والمدنيين، بل بين جيش الاحتلال والمقاومة اللبنانية في حزب الله، التي مازالت باقية، وتؤكد الوقائع والعمليات العسكرية أن حزب الله سيظل قوياً صامداً، ولن يستطيع أحد فرض رؤيته عليه لا الكيان الاسرائيلي، ولا غيره، و يبدو أن ضربات حزب الله الصاروخية المكثفة التي نفذها، منعت الاحتلال الإسرائيلي من رسم تفاصيل المشهد الأخير، مع العلم أنه لم يحدث أن قام الكيان الصهيوني بإنهاء حرب يكون فيها متفوقاً، مما يؤكد للجميع أن الاحتلال الإسرائيلي كان لابد أن يوافق على الاتفاق لحفظ ما تبقى لجيش الكيان من ماء وجه تبخر معظمه بنيران المقاومة.