تعاني دولة العراق من انخفاض نسبة المساحات المزروعة في أراضيها إلى النصف حيث تم زراعة نحو 8 ملايين دونم فقط من أصل 27 مليون دونم صالحة للزراعة خلال الخطة الشتوية الزراعية.
وأكد عدي هادي معاون مدير قسم العلاقات البيئية في تصريحات صحفية نشرت مؤخراً أن السبب الرئيسي لانخفاض نسبة المساحات المزروعة في العراق يعود إلى التغييرات المناخية التي أثرت على العالم أجمع ولاسيما في العراق حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية الأمر الذي تسبب بزيادة الجفاف والتصحر في معظم مناطق البلاد إضافة إلى هجرة سكان مناطق الأرياف إلى المدن.
وأوضح أن السبب الآخر يعود إلى تراجع مياه نهري دجلة والفرات بسبب شح الأمطار والتي كانت تروي الكثير من المساحات الخضراء في العراق.
بدوره لفت المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية محمد الخزاعي إلى أن المساحات القابلة للزراعة في بلاده تبلغ نسبتها 50% حيث شكلت الخطة الزراعية الشتوية نحو 8 مليون دونم فقط، لافتاً إلى تأثر خطة الاستزراع الشتوية هذا الموسم لمحصولي القمح والشعير.
يشار إلى أن تركيا لجأت مؤخراً إلى قطع مياه نهري دجلة والفرات عن سورية وقامت ببناء عدد من السدود في أراضيها منها سد أتاتورك بمحافظة أورفا الأكبر في البلاد وسد إليسو الضخم المبني على نهر دجلة مما أدى إلى انخفاض حصة العراق وسورية من المياه
وبحسب استطلاع تم إجراؤه من قبل منظمة “المجلس النرويجي للاجئين” غير الحكومية فأنه بسبب انخفاض المساحات المزروعة وكميات المياه المستخدمة اضطر نحو 60% من الفلاحين في المحافظات العراقية إلى زراعة مساحات أقل ولاسيما في نينوى وكركوك وصلاح الدين والأنبار، ويشكل المزارعون ممن يستخدمون الري بالغمر نحو 70% والتي تعتبر من الأكثر استهلاكاً للمياه.
واعتبر المجلس النرويجي للاجئين أن إدارة الموارد المائية العراقية تتحمل المسؤولية في انخفاض نسبة المساحات المزروعة في ظل ممارسات الري وعدم الكفاءة باستخدام الموارد المائية المتناقصة.