أزمة صحية خانقة في البوكمال: نقص حاد في الأدوية وغياب الأطباء الاختصاصيين
تعيش مدينة البوكمال بريف دير الزور حالة من الأزمة الصحية الخانقة التي تفاقمت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، محولة الحصول على أبسط أشكال الرعاية الصحية إلى تحدٍ يومي يواجه سكان المدينة.
وتتجسد الأزمة في نقص حاد ومزمن في الأدوية الأساسية، وغياب شبه كامل للأطباء الاختصاصيين، وضعف مزمن في التجهيزات الطبية للمراكز الصحية.
نقص الأدوية والاضطرار للسفر
تشهد الصيدليات في البوكمال نقصاً حاداً في أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، مما يضطر المرضى إلى التنقل بين صيدليات عديدة دون جدوى، أو اللجوء إلى خيار السفر المكلف.
يقول “أبو محمود”، وهو مريض سكري من سكان المدينة:
“أحتاج إلى أدوية السكري بشكل يومي، لكن في أغلب الأحيان لا أتمكن من العثور عليها في الصيدليات. وإن وُجدت، تكون أسعارها مرتفعة جداً. أضطر أحياناً للسفر إلى دير الزور لتلقي العلاج، وهذا أمر صعب بسبب الوضع الاقتصادي.”
غياب الاختصاصيين وتكاليف العيادات الخاصة
لا تقتصر الأزمة على نقص الأدوية، فالمراكز الصحية تفتقر للتجهيزات الطبية والكوادر المتخصصة، مما يدفع الأهالي للسفر رغم التعب والتكاليف.
تضيف “أم يوسف“، وهي ربة منزل:
“أطفالي يعانون من مشاكل صحية، وغالباً لا نجد طبيباً مختصاً في البوكمال. المراكز الصحية هنا تفتقر للتجهيزات والعلاج المناسب، ما يضطرنا للسفر إلى مناطق أخرى رغم التعب والتكاليف.”
في ظل غياب الخدمات الحكومية، يلجأ السكان إلى العيادات الخاصة، لكن ارتفاع تكاليف العلاج والأدوية يجعل هذا الخيار بعيد المنال عن الفئات محدودة الدخل. يجد الأهالي أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: العلاج الباهظ أو المرض دون دواء.
ويعكس الواقع الصحي المتردي في البوكمال أزمة أوسع في قطاع الصحة، حيث تتفاقم معاناة المرضى في ظل ضعف الدعم الحكومي والإنساني، ويبقى الأهالي في انتظار حلول تخفف عنهم هذا الواقع القاسي الذي يهدد حياتهم.
إقرأ أيضاً: ارتفاع جديد في أسعار المحروقات في سوريا بعد تعديل سعر الصرف لدى سادكوب
إقرأ أيضاً: ارتفاع جديد في أسعار الفروج ومشتقاته في سوريا