التحالف الدولي يستطلع آراء سكان شرق سوريا: الحكومة أم قسد؟

نفّذ التحالف الدولي خلال الأيام الماضية سلسلة زيارات ميدانية في مناطق شرق سوريا شملت ريف الحسكة وصولاً إلى ريف الرقة الغربي، بهدف استطلاع آراء السكان المحليين حول الجهة التي يفضلونها لإدارة مناطقهم مستقبلاً، الحكومة السورية أم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وفق ما أفادت مصادر مطلعة لموقع المدن.

وقالت المصادر إن إحدى جولات التحالف رافقتها في البداية دورية تابعة لـ”قسد”، لكن التحالف طلب لاحقاً التحرك بشكل مستقل من دون مرافقة أي قوة محلية، في خطوة وصفت بأنها “تهدف إلى ضمان الحياد والشفافية في استطلاع آراء السكان”.

وبحسب المعلومات، شملت الجولات مناطق الحوس (التي صُححت لاحقاً إلى السويدية) في ريف الحسكة، إضافة إلى مناطق ريف الرقة الغربي، حيث سأل ممثلو التحالف الأهالي عن رغبتهم في الإدارة المستقبلية لمناطقهم.

تنسيق متزايد بين التحالف والحكومة السورية

تزامنت هذه التطورات مع توسع في التنسيق الميداني بين التحالف الدولي والحكومة السورية، خاصة في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، في إطار ما يُعرف بـ اتفاق آذار/مارس 2025، الذي ينص على اندماج قوات “قسد” في الجيش السوري، وضمّ المناطق الخاضعة لها إلى الإدارة المركزية في دمشق قبل نهاية العام الحالي.

وكان التحالف قد بدأ منذ نيسان/أبريل 2025 بمرافقة وفود حكومية سورية إلى مناطق سيطرة “قسد”، بهدف تنفيذ بنود الاتفاق. ففي نيسان، زار وفد من وزارة الداخلية السورية سد تشرين برفقة التحالف، لمناقشة ترتيبات الحماية المشتركة للسدود والحقول النفطية.

وفي أيار/مايو 2025، رافق التحالف وفداً حكومياً إلى مخيم الهول في الحسكة، لبحث تسليم إدارة السجون والمعسكرات، وهي الخطوة التي مهّدت لجولات لاحقة أكثر شمولاً.

أما في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فقد بلغت الزيارات ذروتها مع وصول وفد أمني سوري برئاسة العقيد محمد عبد الغني، قائد الأمن الداخلي في حلب، إلى مدينة الطبقة غرب الرقة، حيث جرت مباحثات حول التوترات في حلب وسبل تعزيز الاندماج السلمي، وشهد اللقاء تسليم “قسد” عدداً من المعتقلين الحكوميين كبادرة حسن نية.

التحالف كوسيط بين دمشق و”قسد”

يلعب التحالف الدولي حالياً دور الوسيط المحايد بين الحكومة السورية و”قسد”، بهدف ضمان الأمن وتعزيز الثقة بين الجانبين، خاصة في ظل التوتر المستمر مع تركيا.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد صرّح في مقابلة مع شبكة CBS News بأن الولايات المتحدة “لم تعد بحاجة للاعتماد على قوات قسد في مكافحة تنظيم داعش”، مشيراً إلى أن التركيز الآن هو على دمج القوات المحلية ضمن مؤسسات الدولة السورية.

ويأتي ذلك بالتوازي مع تصاعد وتيرة التعاون العسكري بين الجيش السوري والتحالف الدولي خلال النصف الثاني من عام 2025، حيث نُفذت عدة عمليات إنزال وتوغلات مشتركة ضد خلايا “داعش” في مناطق دير الزور والحسكة والرقة، في إطار استراتيجية أميركية جديدة تهدف إلى إعادة بسط سلطة الحكومة المركزية على كامل الجغرافيا السورية.

بهذه التحركات، يبدو أن التحالف الدولي يعيد تقييم علاقته مع قسد، موازناً بين مصالحه الأمنية ورغبته في إنجاز تسوية سياسية أوسع شرق الفرات، فيما تشير استطلاعاته الأخيرة إلى تحول في المزاج الشعبي المحلي، قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة تموضع النفوذ في تلك المناطق.

اقرأ أيضاً:سورية والسعودية تتفقان على إنشاء محطتي كهرباء بالطاقة المتجددة

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.