“إخوان سوريا”: لن نحلّ أنفسنا.. ونسعى للمشاركة في بناء سوريا الجديدة
أكدت جماعة “الإخوان المسلمين” في سوريا تمسكها بوجودها ورفضها لأي دعوات تطالبها بحل نفسها، مشددة على أنها جزء من مسيرة بناء سوريا الجديدة بعد سقوط النظام السابق.
وجاء موقف الجماعة في تصريحات الناطق الإعلامي باسمها، سعد الخطيب، خلال مقابلة مع صحيفة المدن، تزامناً مع إصدار الجماعة وثيقة بعنوان “العيش المشترك في سوريا”، والتي تطرح رؤيتها لمستقبل البلاد وتدعو إلى إقامة دولة ديمقراطية تعددية تُتداول فيها السلطة سلمياً عبر صناديق الاقتراع.
وقال الخطيب إن الوثيقة “تعبّر عن مبادئ سياسية راسخة تؤمن بها الجماعة وتدعو إليها”، موضحاً أن توقيت نشرها جاء “انطلاقاً من الحاجة الوطنية الملحّة لتعزيز وحدة الصف السوري في مواجهة محاولات التقسيم والانقسام المجتمعي”.
وأضاف أن الجماعة “ليست بحاجة إلى إعادة تقديم نفسها”، مشيراً إلى أنها “حاضرة وتعمل في كل مكان يساهم في بناء سوريا الجديدة بعد سقوط النظام”.
وفي معرض رده على دعوات بعض الشخصيات السياسية، ومن بينها مستشار الرئيس السوري أحمد موفق زيدان، لحل الجماعة أسوة ببعض الأجسام السياسية التي أنهت وجودها بعد سقوط النظام، تساءل الخطيب: “لمصلحة من ستحل الجماعة نفسها؟ وهي التي تجاوز عمرها الثمانين عاماً، وكانت حاضرة في مختلف المراحل رغم ما واجهته من قمع وقتل وإجرام من قبل النظام السابق”.
وأكد أن الجماعة “ذات بعد ثوري منذ أكثر من ستين سنة”، وأن تموضعها الحالي بعد التحرير “يدلّ على عقلانية عالية ودعم للدولة السورية لتكون جزءاً من حركة البناء الوطني”.
وحول الحديث عن وجود ضغوط إقليمية لعدم منح الجماعة حرية العمل السياسي في المرحلة المقبلة، نفى الخطيب علم الجماعة بأي تسريبات من هذا النوع، مشدداً على أن “الدولة السورية حريصة جداً على جميع مكونات الشعب السوري، ولا يُتوقع أن تتماشى مع مثل هذه الدعوات”.
وفي ما يتعلق برؤية الجماعة لمستقبل البلاد، أشار الخطيب إلى أن سوريا تواجه تحديات كبيرة وملفات معقدة تتطلب “جهوداً دؤوبة وتعاوناً وطنياً واسعاً”، مضيفاً: “بعد التضحيات الكبيرة التي قدّمها الشعب السوري لتحرير بلده من النظام لا يمكن إلا أن يستمر في مسيرة البناء والإصلاح في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية”.
وعن تراجع حضور الجماعة قال الخطيب إن الجماعة “كانت رأس حربة في مواجهة النظام السابق وقدمت كل ما تملك إلى أن تحقق النصر”، مؤكداً أنها “ما زالت تواصل دورها في إعادة الإعمار والمساهمة في مختلف مجالات الحياة الوطنية، ضمن واجبها تجاه سوريا الجديدة”.
اقرأ أيضاً:الإخوان المسلمون في سوريا يصدرون بياناً شاملاً: رؤية للمرحلة الجديدة بعد التحرير