هل تقترب سوريا من تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”؟ “الجولان على الطاولة… ولا اتفاق بعد”
أكد مسؤولون إسرائيليون أن اتفاق التطبيع مع سوريا لا يزال بعيداً، بسبب تمسّك “تل أبيب” بهضبة الجولان المحتلة، ورفضها أي تنازلات قد تمسّ “السيادة الإسرائيلية” أو تقلّص حرية حركة “الجيش الإسرائيلي” في الجنوب السوري.
ونقلت مصادر عن مسؤول أمني رفيع تحذيره من العودة إلى اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 بين سوريا و”إسرائيل”، موضحاً أن ذلك “سيقيّد عمليات الجيش الإسرائيلي” في مناطق حدودية، ويحدّ من قدرة “إسرائيل” على حماية مستوطنات الجولان..
الشرع يواجه ضغوطاً داخلية… ومطالبات درزية بالحكم الذاتي:
وفي سياق متصل، كشف “مركز القدس للشؤون العامة والسياسة” في تقرير جديد، أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يتعرض لضغوط سياسية، بعد خروج مظاهرات في محافظة السويداء، رفع خلالها المحتجون أعلام “إسرائيل”، وطالبوا بـ”الحكم الذاتي”، بل وضم المحافظة إلى “إسرائيل”، مع استعداد بعضهم للتجنيد في صفوف “الجيش الإسرائيلي”، وفق التقرير.
واشنطن تدفع نحو اتفاق أمني وممر إنساني مع السويداء:
ونقل التقرير عن مصادر في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن واشنطن تسعى إلى دفع حوار أمني بين “إسرائيل” وسوريا، يشمل فتح “ممر إنساني مباشر” بين “إسرائيل” والسويداء، لتقديم المساعدات إلى محافظة السويداء.
لكن في المقابل، نفت وكالة الأنباء السورية (سانا) هذا الطرح، مؤكدة أن أي مساعدات إنسانية ستُنقل حصراً عبر دمشق وبالتنسيق مع مؤسسات الدولة.
اتفاق 1974 يعود إلى الطاولة مجدداً:
وأفاد التقرير أن واشنطن تسعى إلى إحياء اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، الذي نص على إنشاء مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود، وتشرف عليها قوات “أندوف” الدولية لضمان الالتزام ومنع المواجهات العسكرية المباشرة.
ويخشى مسؤولون إسرائيليون من أن العودة لهذا الاتفاق قد تحدّ من قدرة “الجيش الإسرائيلي” على التحرك بحرية في الجنوب، وتُقيد عملياته الأمنية في مواجهة ما وصفوه بـ”التهديدات الجهادية”.
مصافحة متوقعة في الأمم المتحدة؟
ضمن جهود إدارة ترامب، رجّحت مصادر سياسية احتمال تنسيق خطاب للشرع في الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة، بل حتى “مصافحة غير رسمية” مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في مشهد قد يشير إلى بداية انفراج دبلوماسي.
“إسرائيل”: “لن نتخلى عن الجولان ولا عن أمن مستوطناتنا”:
وأكّد مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى أن “تل أبيب” مستعدة لمواصلة الحوار، لكنها لن تقبل بأي اتفاق يمسّ سيادتها على الجولان، أو يعرض أمن المستوطنات للخطر، خاصة في ظل ما وصفوه بـ”محاولات جماعات متطرفة تنفيذ هجمات” شبيهة بهجوم 7 أكتوبر.
كما اعتبر المسؤولون أن الشرع لا يملك السيطرة الكاملة على سوريا، بل إن بعض أجهزته الأمنية “شاركت، ولو بشكل خفي، في انتهاكات ضد العلويين والدروز”، مما يزيد من تعقيد المفاوضات حول الترتيبات الأمنية في الجنوب السوري.
وقال إن “إسرائيل” تسعى لاتفاق تطبيع مع سوريا، لكن مثل هذا الاتفاق لا يزال بعيد المنال، مضيفاً أن “إسرائيل لن تساوم على مصالحها الأمنية الحيوية، أو على سيادتها في هضبة الجولان، في مقابل أي اتفاق تطبيع” مع النظام السوري الجديد.
وأضاف “طالما أن نظاماً جهادياً يسيطر على سوريا، فمن الأفضل لإسرائيل ألّا توقع أيّ اتفاق، وأن تحافظ على الوضع القائم الذي لا تُفرض بموجبه أي قيود دولية على عملياتها الأمنية الحيوية”.
إقرأ أيضاً: تجدد احتجاجات السويداء وتصريحات إسرائيلية حول الانفصال
إقرأ أيضاً: إسرائيل تثبّت نقاطًا عسكرية في رخلة: خطوة استراتيجية تهدد أمن دمشق وبيروت