بعد تراكم الانتهاكات..الجيش السوري يعيد هيكلة نفسه
كشف مصدر عسكري سوري عن اتخاذ وزارة الدفاع ووزارة الداخلية السورية إجراءات جديدة لإعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، تشمل إيقاف طلبات الانتساب الجديدة مؤقتًا، ودراسة ملفات العناصر الحاليين وإعادة تقييمهم. ويأتي ذلك على خلفية الانتهاكات التي ارتكبها بعض العسكريين في السويداء والساحل السوري خلال الأشهر الماضية، والتي أسفرت عن مقتل مدنيين وأثارت ضغوطًا دولية على السلطة السورية.
فصل وإنذارات للعناصر السابقين
أوضح المصدر أن وزارة الداخلية فصلت عشرات العناصر في البوكمال لاكتشاف انتمائهم السابق إلى مجموعات عملت مع النظام السابق وحلفائه دون التصريح بذلك. كما تم توجيه إنذارات بالعزل لعناصر آخرين بسبب سلوكيات غير لائقة وارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.
وأضاف المصدر أن وزارتي الدفاع والداخلية بدأت بوضع معايير جديدة لقبول المنتسبين، مع زيادة الدورات التأهيلية لضمان التعامل الاحترافي في إنفاذ القوانين.
تنظيم ومناهج جديدة
تعمل وزارة الدفاع على تنظيم نشاطات التوجيه المعنوي داخل الجيش لضبط التوجه الفكري والقتالي للعناصر، وتلافي انتهاكات مستقبلية مشابهة لما جرى في السويداء والساحل. ويجري حاليًا إعداد مناهج جديدة للتدريب العسكري والمعنوي، بالإضافة إلى تقليص دور الشرعيين الذين تم إدماجهم مؤخرًا في الجيش، خاصة بعد الجدل حول الدروس الشرعية التي تلقوها للمنتسبين، بما يتوافق مع فكرة جيش وطني جامع وغير طائفي.
قرارات تنظيمية جديدة
كشف المصدر أن وزارة الدفاع أصدرت قرارات داخلية تشمل:
-
حظر استخدام أي شعارات غير معتمدة على الزي العسكري، والالتزام بالشعار الرسمي للوزارة.
-
منع نشر أي محتوى شخصي يظهر فيه الفرد بالزي العسكري على وسائل التواصل.
-
إعداد وتصميم شعارات لكل فرقة عسكرية خلال ثلاثة أشهر.
-
منع التصوير في المواقع العسكرية والميدانية وفي المعدات والمنشآت الثابتة والمتحركة.
-
حظر مشاركة معلومات أو تصريحات ذات طابع عسكري أو إنشاء حسابات إلكترونية رسمية دون تفويض.
-
منع إقامة مشاريع تدريبية بالذخيرة الحية دون موافقة كتابية من قيادة الأركان.
وأوضح المصدر أن هذه الإجراءات تأتي ضمن جهود وزارة الدفاع لتأهيل الكوادر بما يعزز السيطرة على السلوكيات الداخلية ويحد من الانتهاكات المحتملة مستقبلاً.
اقرأ أيضاً:مقارنة بين تقرير الأمم المتحدة وتقرير اللجنة الوطنية حول أحداث الساحل
اقرأ أيضا:دستور من رماد: كيف مهد الغياب السياسي لمجازر السويداء والساحل