ما يزال الممر مغلقاً.. تداعيات “أبو الزندين” تتفاقم في مناطق الاحتلال التركي بريف حلب

ما تزال تداعيات إغلاق ممر “أبو الزندين” في ريف حلب الشمالي الشرقي، تتفاقم يوماً بعد يوم، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي وفصائله شمال شرق حلب، في ظل استمرار حرب المصالح، والعجز التركي الفاضح عن كبح لجام الفصائل الموالية له.

الممر الرابط بين مناطق الدولة السورية ومناطق سيطرة الاحتلال التركي وفصائله بريف منطقة الباب، شهد خلال اليومين الماضيين سلسلة من الأحداث التي تصدرتها عودة نصب ما أسمتها الفصائل الرافضة لفتح الممر بـ “خيمة الاعتصام” قرب مدخل “أبو الزندين”، لمنع أي تحرك جديد يهدف إلى إعادة فتحه.

تحرك الفصائل الرافضة التي تقودها “الجبهة الشامية”، دفعت بأعداد كبيرة من مسلحيها وعائلاتهم، وممن يوالونها من الفصائل الأخرى إلى الخيمة، في خطوة جاءت رداً على حراكٍ شعبي مكثف شهدته مدينة الباب في اليومين الماضيين، من قبل الأهالي الذين خرجوا بأعداد كبيرة في مظاهرات شعبية طالبت بإعادة فتح الممر بأسرع وقت ممكن، لما سيحققه من أهداف إنسانية وتجارية كبيرة للمدنيين.

وبحسب ما أوردته مصادر محلية لـ “داما بوست” من الباب، فإن فصيل “حركة أحرار الشرقية” أرسل أمس عدداً كبيراً من مسلحيه إلى “خيمة الاعتصام” في الباب، قادمين من “جنديرس” التابعة لمنطقة عفرين، بغية زيادة عدد المشاركين في الخيمة ومحاولة إظهار كثافة حالة الرفض الشعبي لإعادة فتح الممر أمام الرأي العام.

تحرّك “أحرار الشرقية” من عفرين، أثار مخاوف وغضب فصيل “السلطان مراد” التركماني الذي تحول موقفه مؤخراً إلى دعم إعادة فتح الممر، بعد حصوله على ضمانات تركية بالمشاركة في إدارته، فسارع قائد الفصيل “فهيم عيسى” مساء أمس الثلاثاء إلى إطلاق تهديدات شديدة اللهجة لقياديي “الشرقية”، توعدهم خلالها بالمحاسبة والعقاب في حال عدم عدولهم عن موقفهم والانسحاب الفوري من المشاركة بأي مظاهر رافضة لفتح الممر.

من جانبها، وفي ظل كل التجاذبات والنزاعات الجارية، تحركت أنقرة على صعيد وأدِ الحركات الرافضة لإعادة فتح “أبو الزندين” ومن يدعمها، فنفذت حملة اعتقالات خلال الأيام الثلاثة الماضية، استهدفت عدداً من المسلحين ممن شاركوا في الأحداث التي رافقت عملية إعادة فتح الممر، إلى جانب عدد من النشطاء الإعلاميين الذين دعموا المظاهرات الرافضة لفتح الممر.

وطالت حملة الاعتقالات التركية التي تولى مهمة تنفيذها فصيل “الشرطة العسكرية”، مراسلة قناة “حلب اليوم” “نبيهة الطه” وزوجها “بكر القاسم” الذي يعمل لحساب وكالة “الأناضول” التركية، لدعمهم المظاهرات الرافضة، قبل أن تعود وتطلق سراح “الطه” لاحقاً، بينما نُقل زوجها إلى ولاية “كلس” التركية لإجراء التحقيقات معه هناك. وشددت مصادر “داما بوست” أن الضغط التركي على الفصائل اقتصر فقط على حملة الاعتقالات، دون اللجوء إلى أي خطوات ضغط أخرى متعلقة بقطع خدمتي الإنترنت والكهرباء عن منطقة الباب، وفق ما أوردته بعض الوسائل الإعلامية، حيث أشارت المصادر إلى أن مدينة الباب كانت شهدت بالفعل الأسبوع الماضي انقطاعات طويلة ومستمرة للتيار الكهربائي على مدار عدة أيام، إلا أن أسباب ذلك القطع حينها كانت متعلقة بعمليات صيانة دورية للخطوط أجرتها شركة “AK Energy” التركية التي تسيطر على قطاع الطاقة الكهربائية ضمن مناطق سيطرة الاحتلال التركي بريف حلب الشمالي.

وما بين كل التجاذبات الجارية، يستمر ممر “أبو الزندين” بإغلاق أبوابه بعد أن أبصر النور لمدة لم تتجاوز ثلاثة أيام، ليبقى الممر الإنساني الحيوي تحت وطأة أطماع الفصائل المتعلقة بالاستحواذ على عائدات الممر عبر المشاركة بإدارته، وبإعادة تنشيط طرق التهريب غير الشرعية مع “قسد” والتي لطالما كانت تحقق أرباحاً طائلة لقياديي الفصائل خلال السنوات الماضية.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر