أصدر “مجلس دير الزور العسكري” أكبر الفصائل العربية في ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي، بياناً أعلن خلاله إطلاق معركة تحرير دير الزور مما سماه “الاحتلال الكردي”، بعد الانقلاب الذي نفذته “قسد” ضد “المجلس” واعتقال قياداته المهمة، بحسب مصادر “داما بوست”.
وتابعت المصادر، “طالب المجلس كافة العناصر والقادة والمنتسبين بالقتال ومهاجمة أماكن تواجد الميليشيا في دير الزور، كما طالبهم باعتقال الكوادر الكردية، علاوة على مطالبته أبناء العشائر العربية بالدفاع عن دير الزور حتى لا تسقط بيد الكرد، داعياً أبناء دير الزور المشاركين تحت راية قسد الانسحاب من التنظيم”.
وداهمت قوات “الأسايش” التابعة لميليشيا “قسد” منازل وجهاء قبيلة “العكيدات” بالحسكة، أبرزهم “أبو علي الأبرز” و”حيدر عسكر الهفل” و”إياد الحمادي”، وقامت بتفتيش منازلهم، ومصادرة أسلحتهم وأجهزة التواصل الخاصة بهم، وفرض عليهم إقامة جبرية، بحسب مصادر “داما بوست” وذلك لقطع الطريق على العشائر في مناصرة “المجلس”.
ورفض مجلس شورى عشائر “البكير” التي يتبع لها قائد “مجلس دير الزور العسكري” المدعو “أحمد الخبيل”، إجراءات الميليشيا الأمنية الأخيرة، وذلك عبر بيان أكد خلاله استتباب الأمن في المحافظة.
وشدد البيان الذي حصل “داما بوست” على تفاصيله، على أن “الخلافات الأمنية والفلتان الذي تعيشه المنطقة هي بين قيادات قسد العسكرية فقط، وليس لأبناء القبائل ووجهائها أي علاقة بها، وطالب المجلس بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أبناء العشائر شيوخاً ووجهاء وعلى رأسهم قيادات مجلس دير الزور العسكري اللذين تم استدراجهم بحجة الاجتماع بالحسكة والغدر بهم.”.
ودعا البيان “قيادة قسد إلى حل الخلافات بين قادتها بعيداً عن منطقة دير الزور، كما أكد أن معظم أبناء العشائر الذين يعملون في قسد هم موظفون براتبهم بسبب العوز والفقر، وأضاف أن الخلافات بين قيادات قسد هي خلافات سلطة ونفوذ، وتهدف إلى السيطرة على أموال المنطقة ومقدراتها من نفط ومساعدات وغيرها”.
واعتبر البيان أن “أبناء المنطقة غير مستفيدين من هذه الخلافات، وأن المستفيد منها هم قيادات قسد وبعض الأفراد المعروفين للجميع، وحذر المجلس قسد والتحالف الدولي كونه المسؤول الأول عن قيادات قسد من التعدي على رموز ووجهاء وأبناء العشائر المدنيين والعسكريين الذين يعملون بقوت عيشهم”.
وأكد البيان على ضرورة الاعتراف للرأي العام بأن “الانقسامات والخلافات والسرقات والاغتيالات التي تشهدها المنطقة تحدث بسبب خلافات قيادات قسد على المناصب والأموال، ويستخدمون الإرهاب لتصفية حساباتهم فيما بينهم”.
ونفذت الميليشيا التابعة للاحتلال الأميركي انقلاباً على قيادات “مجلس دير الزور العسكري”، وذلك تحت حجة مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث اعتقلت أكثر من 50 قيادياً في “المجلس” على رأسهم زعيم المجلس المدعو “أبو خولة الخبيل”.
ووضع الانقلاب الأمني الذي نفذه “الفصيل الكردي” ضمن الميليشيا ضد “الفصيل العربي” الجزيرة السورية على صفيح ساخن، فما بين توقع نهاية “مجلس دير الزور العسكري” بعد حملة الاعتقالات التي طالت قياداته، وتفرد “قسد” بفروعها غير العربية بالساحة في الجزيرة، توجه أصابع الاتهام للاحتلال الأمريكي وتحالفه المزعوم، الراضي تماماً عن نزاعات واقتتالات الشرق السوري، التي تخدم مصلحته خصوصاً وأن موقف العشائر العربية في دير الزور لم يكن متوائما والمطالب الأمريكية لتشكيل فصيل عسكري عربي جديد موحد ضد الجيش العربي السوري.
ورجحت مصادر “داما بوست” أن “مجلس دير الزور العسكري في طريقه للحل، إلا إذا تدخلت العشائر العربية في عموم الجزيرة، ولا سيما بدير الزور، لنصرته وإطلاق سراح قياداته، هنا من الممكن أن تتغير المعطيات.