نفذت ميليشيا “قسد” التابعة للاحتلال الأميركي انقلاباً على قيادات “مجلس دير الزور العسكري”، الذي يُمثل الفصيل العربي الأكبر ضمن “قسد” وذلك تحت حجة مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأطلقت الميليشيا عملية تحت مسمى “تعزيز الأمن” في دير الزور لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حيث أثارت حدثاً مفتعلا في سجن غويران بالحسكة، وزعمت هروب عدد من عناصر داعش، فيما تشير المعلومات إلى أن الهدف منها عناصر وقيادات مجلس دير الزور، بحسب مصادر داما بوست.
واعتقل ما يُسمى “الكادر لقمان” ضمن “قسد” قائد المجلس المدعو “أحمد الخبيل – أبو خولة” بقاعدة “الوزير” بالحسكة، إضافة لمحاصرة القيادي “جلال الخبيل” برفقة مجموعة من القادة.
وتحت تهديد السلاح، دعا القيادي في “المجلس” المدعو “خليل الوحش” عبر مقطع صوتي عناصره لإلقاء السلاح وتسليم أنفسهم، وذلك من داخل قاعدة العمر، كما تم اعتقال مدير مكتب وكالة “باز” الإخبارية و4 صحفيين آخرين خلال المداهمات.
وأفادت مصادر “داما بوست” أنه بتاريخ 27 أب الجاري توجه “أبو خولة” لحضور اجتماع في استراحة “الوزير” بالحسكة وفور وصوله تم تطويق منزله واعتقاله مع والده ونائبه وثلاث من أبناء عمومته وهم قيد التحقيق، وبحسب المصادر فإن خبر الاعتقال عُرف به قبل 24 ساعة من وقوعه عبر مصادر “كردية”.
وتزامنا مع حملة الاعتقالات، فرضت “قسد” حظراً للتجوال في الحسكة، وأغلقت المدينة من جهة البانوراما والنشوة الغربية، وقطعت الإنترنت عن مناطق سيطرتها في دير الزور، وعممت على جميع عناصرها بضرورة قطع الإجازات والالتحاق بالقطع العسكرية.
تبع ذلك استنفار عناصر “المجلس” في بلدة العزبة، حيث اندلعت مواجهات مع ميليشيا “قسد”، فيما حشدت الميليشيا مدرعاتها باتجاه بلدة الصوّر شمال دير الزور أحد أهم معاقل سيطرة “المجلس” وسقط عدد من القتلى والجرحى خلال الاشتباكات في عدد من المدن والبلدات بريف دير الزور الشرقي.
وأرسلت قوات “قسد” تعزيزات كبيرة إلى ريف دير الزور الشرقي من مناطق سيطرتها بمحافظتي الحسكة والرقة، مقابل خروج قيادات “المجلس” متوعدين ” بحرق المنطقة من الفرات للجزيرة في حال لم يطلقوا سراح الموقوفين من القادة بالحسكة”.
وسيطر عناصر “المجلس” على جميع النقاط المنتشرة بين بلدتي محيميدة والجيعة غربي دير الزور، وطوقوا مقراً لـ “قسد” في قرية الحصين شمال دير الزور.
وحاصرت “قسد” مقرات عسكرية تابعة “للمجلس” في بادية بلدتي الكبر وحوايج البومصعة غرب دير الزور، واستولت على تلة البصيرة، وسيطرت “قسد” على قرية الكسرة غرب ديرالزور، بعد السيطرة على اللواء التابع للمجلس العسكري في البلدة، كما وقعت اشتباكات عنيفة بين “المجلس” و”قسد” في محيط منطقة المعامل ومعيزيلة والربيضة شمال دير الزور، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقذائف “أر بي جي”.
وقامت “قسد” بتجميع جميع عناصر الأفواج من العرب في الشدادي وسارت بهم نحو مناطق دير الزور تحت ذريعة التحضير لحملة تمشيط، دون دراية العناصر بوجود توتر مع “المجلس”، بالتزامن مع وصول تعزيزات لأبناء العشائر إلى مناطق ريف دير الزور الشمالي للمساندة ضد “قسد“.
يذكر أنه لم يصدر أي تعليق من قِبل ما يُسمى “التحالف الدولي” التابع للاحتلال الأميركي حول العملية التي أطلقتها “قسد” أو النزاع المتفاقم بين اتباعه، ما يُرجح فرضية أن الحملة جاءت بالتنسيق مع واشنطن ولأهداف مشبوهة، أو أن تكون ضربة استباقية من “قسد” خوفاً من تنامي ارتباط الفصائل العشائرية بالتحالف.