خسائر استراتيجية فادحة: صالح الحموي يكشف ما خسره أحمد الشرع بعد انتفاضة السويداء
داما بوست -خاص
سلط القيادي السابق في جبهة النصرة، صالح الحموي، المعروف بلقب “أسّ الصراع في الشام” عبر منصة “إكس”، الضوء على الخسائر الاستراتيجية والسياسية التي مُني بها رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، عقب أحداث السويداء الأخيرة.
الحموي، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الجهادية السابقة وأحد مؤسسي النصرة، قدّم رؤيته بلغة الأرقام والوقائع، مشيرًا إلى أن الشرع فقد كثيراً من أوراقه داخليًا وخارجيًا، مما يُهدد مجمل مشروعه السياسي والميداني.
إقرأ أيضاً: هل انتهى شهر العسل بين دمشق وواشنطن؟
أبرز ما ورد في تحليل صالح الحموي:
1. فشل اتفاق التطبيع مع “إسرائيل”
يقول “الحموي” إن اتفاق التطبيع مع “إسرائيل” كان يشكّل طوق نجاة للشرع، وقد أنجز 75% من بنوده، لكن أحداث السويداء وضعت حدًا لهذا المسار.
2. انهيار التوافق الوطني
يشير “الحموي” إلى أن ما يشبه “التعاقد الوطني” الذي جمع أطياف المجتمع السوري حول الشرع لقيادة المرحلة الانتقالية قد تبخّر، حتى المسيحيون باتوا يبحثون عن ظهير دولي، بعد فقدان الثقة في قيادته للمرحلة الانتقالية.
3. انسحاب الليبراليين والعلمانيين
وفقاً لـ “أس الصراع في الشام”، فإن الليبراليين والعلمانيين اقتنعوا الآن بأن الشرع لم يخلع بزته الجهادية حقًا، بل مارس “التقيّة السياسية”.
4. تخلّي الفصائل الجهادية عنه
وبحسب “الحموي” فإن الشرع خسر أيضًا دعم القوة الجهادية المسلحة التي كانت تمثّل بطشه الأمني، بعد اعتباره “ضعيفًا” أمام الدروز ومهزوم عسكرياً، وغير مكترث بدماء جنوده.
5. تفكك الحاضنة الثورية والعشائر
يشير الحموي إلى أن الشرع خسر الكتلة الثورية التي تحمي الدولة، ويضيف: “بعد أحداث الساحل وقناعة فصائل الجيش الوطني أنّه وراء فرض عقوبات أوروبية عليهم لانتهاكات الساحل ها هو اليوم خسر العشائر التي صارت مقتنعة أنّه استخدم دماء شبابها ثم باعهم في بازار اجتماع عمّان وباريس”.
6. تآكل الدعم الأوروبي
بريطانيا وألمانيا والنمسا، وفق الحموي، بدأت بمهاجمة الشرع عبر إعلامها ووصفه بـ”الإسلامي المتشدد والإرهابي”، مع فتح ملفات فساد طالت دائرته الضيقة وأفراد عائلته.
#خسائر_استراتيجية_فادحة
لنعدد بلغة الأرقام ماذا خسر الشرع بعد أحداث السويداء:
١- كان طوق النجاة لبقاء الشرع في الحكم هو اتفاقية تطبيع مع اسرائيل والتي أنجز ٧٥٪ منها فأتت أحداث السويداء وأنهت هذا الأمر
٢- تشكل نوع من التعاقد الوطني شفهياً بين كل مكونات الشعب السوري ووثقوا بالشرع… pic.twitter.com/wxZX61k7Yt— أس الصراع في الشام (@asseraaalsham) July 27, 2025
7. خسارة الغطاء الأمريكي
الحموي يؤكد أن عضو الكونغرس الأمريكي الذي دعم الشرع، وكان له الدور الأكبر في رفع العقوبات عنه، عاد وصوّت لصالح تمديد قانون قيصر، ما يمثل مؤشراً على تحول أمريكي محتمل باتجاه الشرع.
8. انهيار الضمانة السعودية
يقول الحموي إن الشرع خسر ضمانة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان له، ويشير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”: “الشرع ضعيف وغير موثوق ومازال راديكالياً، لكنه الآن غير قابل للسقوط المباشر لعدم تعقيد المشهد، فلنؤخر أمره قليلًا.”
9. خسارة السويداء كليًا
الحموي يحذّر من أن السويداء تتهيأ لإدارة محلية مستقلة، وأن حصارها سيدفعها لطلب دعم خارجي وفتح طرق إمداد لها، رغم أن تاريخها يشهد بأنها قاتلت جنبًا إلى جنب مع السنّة ضد الاحتلالات.
10. خسائر عسكرية كبيرة
يؤكد الحموي أن أحداث السويداء جعلت التيار الديني في “إسرائيل” يحسم أمره تجاه سوريا فوفق عقيدتهم “الهيكل” لا يبنى حتى يسيطرون على دمشق.
11. تحذير لمؤتمر إسطنبول
وجّه الحموي تحذيرًا مباشرًا لضباط الجيش السوري الجديد، الذين ظهروا في معرض الصناعات الدفاعية الدولي في إسطنبول من أن “إسرائيل” ستقوم بملاحقتهم واغتيالهم.
إقرأ أيضاً: اتصال ماكرون – الشرع: هل تستطيع باريس تحريك الجمود السوري؟
ما الحل برأي الحموي؟
إما أن يقبل الشرع بتقاسم السلطة ويدخل في مشروع حكم تشاركي مع القوى السياسية والثورية، أو تبدأ هذه القوى بتنظيم أدوات ضغط لإجباره على التنازل، أو تستمر الخسائر حتى تفقد الثورة كامل مكتسباتها وتذهب سوريا نحو تفكك جغرافي برعاية دولية.
قراءة الحموي، بحدّتها وصراحتها، قد لا تمثل الحقيقة الكاملة، لكنها بلا شك تعكس مؤشراً على أن التحوّلات الميدانية والسياسية على الأرض السورية تسير بوتيرة متصاعدة، ليبقى السؤال مفتوحاً: هل يملك الشرع الوقت والقدرة لإعادة تموضعه، أم أن العودة إلى نقطة الصفر قد اقتربت؟
إقرأ أيضاً: الشارع السوري المؤيد للشرع: الاتفاق مع الهجري استسلام مذل وإقرار بفشل الدولة
إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟