حسابات الحقل الصهيونية لن تأتي مطابقة لحساب البيدر.. فرار من القتال وضياع في شبكة “ميترو غزة”
داما بوست- خاص
جن جنون الاحتلال في غزة، وها هو الآن يقتل الأطفال في مجدل شمس للهروب إلى الأمام ومحاولة توسيع دائرة الحرب في المنطقة للخروج من عنق الزجاجة في القطاع وشوارعه وميترو أنفاقه التي تصيد فيه المقاومة الفلسطينية جنود الاحتلال كالذباب.
وتتصاعد الأصوات الرافضة للعودة إلى القتال من صفوف جنود جيش الاحتلال، وذلك لأسباب مختلفة تتوزع بين الطريقة التي تدار فيها الحرب الدموية والفشل في استعادة الأسرى الإسرائيليين، فضلاً عن التسبب في مقتل العديد منهم بنيران إسرائيلية.
عدد كبير من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفضون بشكل علني العودة إلى القتال في قطاع غزة، لأنهم خائفون ولم يحققوا أي هدف فقط يدمرون المنازل أو يسرقون طوال الوقت، وهم لا يثقون بحكومة الاحتلال وما تحاول القيام به”.
الشهر الماضي، وقع 41 جندياً احتياطياً في جيش الاحتلال الإسرائيلي على رسالة مفتوحة أعلنوا فيها أنهم “لن يستمروا في الخدمة في هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب غزة”، وقالوا في الرسالة، إن “نصف العام الذي شاركوا فيه في المجهود الحربي، أثبت لهم أن العمل العسكري وحده لن يعيد الأسرى إلى ديارهم، فكل يوم يمر يعرض حياة الأسرى والجنود الذين ما زالوا في غزة للخطر، ولا يعيد الأمن لأولئك الذين يعيشون على حدود غزة والشمال”.
وربما ما يرعب جنود الاحتلال أيضاً ويجعلهم يحجمون عن الخدمة مثلت الأنفاق أو ما يعرف بـ “ميترو غزة” وهو كلمة السر للمقاومة الفلسطينية في الحرب، إذ عجز الاحتلال بعد دخول المعارك شهرها العاشر عن فك شيفرتها أو حتى التعامل معها.
ويبدو أن المقاومة الفلسطينية كانت قد جهزت نفسها لمعركة طويلة الأمد، يكون الاستنزاف عنوانها الأول، والأنفاق وسيلتها الناجعة، ويبدو ذلك جلياً بعودة عقارب ساعة الحرب للوراء عندما تندلع المعارك في مناطق سبق للاحتلال دخولها وإعلانها خالية من المقاومة.
ورغم أطنان القنابل التي ألقاها الاحتلال على غزة، حتى مُسحت مناطق كاملة في القطاع، إلا أن شبكة الأنفاق لا تزال في الخدمة، ويتفاجأ الاحتلال كل مرة بتوسعها وفاعليتها.
المقاومة عملت طوال السنين الماضية، على تصميم شبكة أنفاق لمثل هذه الحرب، حيث تدرك القسام قدرات الاحتلال وإمكانيته التكنولوجية العالية، لهذا حاولت قدر الإمكان تحصين الأنفاق وتصميمها بطريقة تحيل التفوق العسكري للاحتلال إلى تراجع.
والحقيقة أن 90 بالمئة من الأنفاق التي صورها الاحتلال وتفاخر بكشفها، هي بالأساس مصنفة خارج الخدمة فإما أن تكون للاستخدام مرة واحدة وقد انتهى العمل منها، أو إنها مخصصة لاستدراج جيش الاحتلال أو إنها مكشوفة لتغطي على الأنفاق الداخلة بالخدمة.
المقاومة تدير المعارك بكفاءة عالية بفضل الأنفاق التي تتيح الضرب في مناطق دخلها الاحتلال ودمرها منذ الأشهر الأولى للحرب، خصوصا في الشمال ومدينة غزة، حتى بات الاحتلال حائرا أمام المقاتلين الذين يخرجون من مناطق قد سويت بالأرض تماما مثل الشجاعية وبيت حانون وبعض أجزاء تل الهوى.
الاعترافات المتوالية لجيش الاحتلال بفشل التعامل مع أنفاق المقاومة، كثيرة وآخرها حديث ضابط صهيوني للقناة 12 العبرية، عن المفاجآت الكبيرة حول شبكة “ميترو غزة”، التي وصفها “كشبكة عنكبوت إذا قطعت واحدا فهناك أنفاق بديلة يمكنها الاستمرار في أداء مهمتها”.
الكيان تائه في أنفاق وشوارع غزة وليس لديه صورة كاملة عن الأنفاق بعد 9 أشهر من الحرب، كما أنها لم تُحكم قبضتها عليها، و”حماس” عرفت كيفية نقل المقاتلين ووسائل لوجستية إلى أي منطقة في قطاع غزة من تحت الأرض، وتمكّنت من الاختفاء تحت الأرض، وشنّت هجمات مفاجئة بشكل متزامن.
حديث الضابط الصهيوني يتطابق مع تأكيد قائد اللواء الـ12 الإسرائيلي هيفري الباز، عندما أكد أن تفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس، في رفح جنوب قطاع غزة، سيستغرق عامين آخرين على الأقل، والأمر يتطلب وقتا وضغطا عسكرياً كبيراً.
ولكن من المؤكد أن حسابات الحقل الصهيونية لن تأتي مطابقة لحساب البيدر، فحصاد الفشل والهزيمة ينتظر الاحتلال في شوارع غزة، وفي الشمال حيث يرابط حزب الله في وجه الاحتلال، وفي كل مكان تفكر به “إسرائيل” خوض مغامراتها التي تفشل واحدة تلو الأخرى، وما يحدث في غزة أكبر دليل على ذلك.