جولة مفاوضات جديدة للكُرد في دمشق: مطالب بالاعتراف القومي وتثبيت اللامركزية
تستعد لجنة التفاوض الكردية لإجراء زيارة مرتقبة إلى العاصمة السورية دمشق، في خطوة جديدة ضمن مسار طويل ومعقد من الحوار غير المكتمل بين الكُرد والحكومة السورية، وسط مشهد سياسي وأمني مضطرب تعيشه البلاد.
وفد كردي إلى دمشق: بداية لمسار تفاوضي؟
قال نصر الدين إبراهيم، عضو لجنة التفاوض وسكرتير “الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)”، إن الزيارة تمثّل محاولة جديدة لإطلاق حوار مسؤول حول مستقبل سوريا، يراعي “الحقوق القومية للكُرد ضمن إطار وطني جامع”.
وأشار إبراهيم في تصريحات لموقع “الحل نت” إلى أن اللقاءات المرتقبة في دمشق تندرج تحت ما وصفه بـ”الزيارات التمهيدية والاستكشافية”، مؤكداً أنها قد تُشكّل بداية فعلية لمسار تفاوضي في حال أبدت دمشق انفتاحاً وجدية حقيقية.
اللامركزية ليست فقط إدارية
يحمل الوفد، بحسب إبراهيم، أجندة تفاوضية واضحة تركز على أربعة محاور أساسية:
-
الاعتراف بالوجود القومي للكُرد في الدستور السوري المستقبلي.
-
تثبيت اللامركزية، ليس فقط كمبدأ إداري، بل كخيار سياسي شامل يُعيد توزيع السلطة.
-
مأسسة الإدارة الذاتية باعتبارها “واقعاً قائماً” قابلًا للتطوير ضمن سيادة الدولة السورية.
-
طرح ملفات إنسانية ملحّة، مثل ملف المعتقلين والمفقودين ورفع الحصار عن بعض المناطق.
وأكد إبراهيم أن اللجنة الكردية لا تدخل الحوار بشروط تعجيزية، لكنها تحمل “ثوابت وطنية وحقوقية” لا تقبل التنازل عنها، وعلى رأسها الشراكة السياسية الحقيقية والاعتراف بالتعددية القومية في سوريا.
أوضح إبراهيم أن هناك تنسيقاً داخلياً كاملاً داخل اللجنة التفاوضية، والتي تعمل “بصوت موحد يوازن بين المصلحة الوطنية والحقوق الكردية المشروعة”، لافتاً إلى أن اتصالات غير مباشرة جرت مع دمشق عبر وسطاء، أظهرت إشارات إيجابية دفعت نحو اتخاذ خطوة التفاوض المباشر.
لكنّه حذر من “الحوارات الشكلية”، مؤكدًا أن النجاح يُقاس بمدى انعكاس التفاهمات على الأرض، لا في البيانات أو النوايا فقط.
وحول البدائل في حال تعثر الحوار، قال إبراهيم: “لدينا بدائل، لكننا نفضّل منح الحوار فرصته الكاملة. نؤمن بأن القوة السياسية والأخلاقية تكمن في التمسك بالحلول السلمية، مع الحفاظ على مكتسبات شعبنا”.
رسالة إلى دمشق وسكان الشمال الشرقي
ختم السياسي الكردي حديثه برسالتين واضحتين:
-
الأولى إلى دمشق: “لا مستقبل لسوريا دون الاعتراف المتبادل والشراكة الحقيقية”.
-
والثانية إلى سكان شمال وشرق سوريا: “نتحرك باسمكم ومن أجلكم… ولن نقايض الحقوق بالمناصب”.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه الساحة السورية تغيرات سياسية وأمنية حساسة، من بينها تصاعد الحديث عن تطبيع إقليمي، ومحاولات إعادة تشكيل ملامح الدولة السورية ما بعد الحرب. وهو ما يجعل الجولة التفاوضية الكردية في دمشق حدثاً مفصلياً يُختبر فيه مدى مرونة الحكومة الجديدة واستعدادها لفتح صفحة جديدة مع مكون أساسي في الخارطة السورية.
اقرأ أيضا:مسؤول كردي: لا تراجع عن مطلب اللامركزية في سوريا
إقرأ أيضاً: مظلوم عبدي: نحن على تواصل مع تركيا وملتزمون باتفاقنا مع دمشق لبناء سوريا لامركزية