وجّه سوريون عالقون في السودان مناشدات للجهات المعنية، مطالبين بتأمين ممرات آمنة أو إيجاد آلية واضحة تمكّنهم من مغادرة البلاد، في ظل تصاعد حدة الاشتباكات وتردي الأوضاع الأمنية والمعيشية، خصوصًا في العاصمة الخرطوم.
ونقل موقع “عنب بلدي” عن عدد من السوريين في السودان قولهم إنهم يعيشون أوضاعًا “غاية في الصعوبة”، مع نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، وتفشي الأمراض، واضطرار الكثيرين للإقامة في خيام أو مساكن مؤقتة بعد نزوحهم من مناطق النزاع.
وأشار بعضهم إلى تراكم غرامات مالية عليهم بسبب تجاوزهم فترات الإقامة القانونية، والتي بلغت في بعض الحالات أكثر من 4000 دولار أمريكي. كما يواجه آخرون صعوبة في تجديد جوازات سفرهم، إما بسبب فقدانها في السفارة السورية بالخرطوم قبل إغلاقها، أو في مكتب شؤون الأجانب المسؤول عن الإقامات.
وطالب السوريون العالقون في السودان الحكومة السورية بوضع خطة إجلاء ممولة من الدولة، في ظل العجز المادي الذي يعاني منه معظم العالقين. وأعربوا عن خشيتهم من تكرار سيناريو الإجلاء السابق، حين اضطر كل فرد إلى تغطية تكاليف عودته، والتي وصلت آنذاك إلى نحو 350 دولاراً أمريكياً للتذكرة الواحدة.
وأكد المتضررون أن الوضع الإنساني لم يعد يحتمل مزيدًا من التأخير، داعين إلى تحرك سريع لتجنب تفاقم الكارثة.
ووفقاً للموقع المذكور، فإن الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أصدر توجيهًا بتشكيل فريق لمتابعة أوضاع السوريين في السودان، إلا أن الفريق لم يُرسل حتى الآن.
وحاول الموقع التواصل مع مكتب العلاقات العامة في الحكومة السورية للاستفسار عن تحركات وزارة الخارجية بشأن أزمة العالقين، لكنه لم يتلق ردًا حتى لحظة نشر التقرير.
مطالب الجالية السورية في السودان
في 20 أيار الحالي، اجتمع وفد من الجالية السورية في السودان مع السفير والقنصل السوداني في دمشق، وقدموا قائمة مطالب من أربعة بنود، أبرزها:
إصدار تأشيرات دخول عاجلة من قبل السفارة السودانية بدمشق لكل من يمتلك مستندًا يثبت وجوده في السودان قبل 15 نيسان 2023.
تمديد صلاحية جوازات السفر السودانية للمجنسين السوريين، بشكل استثنائي، لتسهيل توفيق أوضاعهم القانونية والمالية المرتبطة بالجواز.
وأفاد السفير السوداني أنه سيرفع هذه المطالب إلى الجهات المختصة في السودان، مؤكدًا سعي السفارة لتفعيل خط طيران مباشر بين دمشق وبورتسودان، مع الاتفاق على تشكيل لجنة متابعة مشتركة مع الجالية السورية.
وتشير الإحصاءات الرسمية السودانية إلى وجود نحو 100 ألف سوري في البلاد، إلا أن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن العدد يفوق ذلك بكثير