داما بوست- خاص| تقول الحقيقة إن الهجوم الإيراني على “إسرائيل”، رداً على استهداف قنصليتها بدمشق هو أكبر هجوم صاروخي شامل على الإطلاق، حتى أنه أكبر من أي هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا، كما أنه كان أول هجوم صاروخي خارجي على إسرائيل، منذ عقود.
وتتطور الأمور في “الشرق الأوسط” بشكل سريع، ففي لحظة واحدة تشهد مواجهة صاروخية، وباستخدام المسيرات بشكل غير مسبوق، وفي اللحظة التالية يعود التركيز على الحرب الجارية في غزة.
لكن الساسة، والمحللين، والقادة العسكريين، لا زالوا يحاولون استيعاب التغيير الكبير الذي حدث على ساحة القدرات العسكرية، والمواجهة الصاروخية التي أصابت بها إيران قلب الهدف وقلبت معادلات الردع الصهيو أمريكي في المنطقة، والتي لم تصل إلى حرب شاملة بسبب خوف الكيان من الغضب الإيراني.
ويرى بعض الخبراء العسكريين أن الهجوم الإيراني على “إسرائيل”، هو أكبر هجوم صاروخي شامل على الإطلاق، حتى أكبر من أي هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا، كما أنه كان أول هجوم صاروخي خارجي على “إسرائيل”، منذ عقود.
ولم تتمكن “إسرائيل” من إسقاط الصواريخ الإيرانية التي تخطى عددها 300 صاروخ، كما فشلت قبتها الحديدية في اعتراض الكثير منها، وهي تضيء السماء فوق الكيان، والعمل الاستخباراتي الإسرائيلي كان فاشلاً في توقع أسلوب القصف الإيراني، والمواقع التي سيستهدفها.
الهجوم الإيراني كان أقوى من توقعات الأعداء، وكان صادماً للكيان ورعاته ولولا دعم الدفاعات الجوية الإسرائيلية، من حلفاء الكيان لكان لنا حديث آخر.
ورغم ذلك ليس من الواضح الدور الذي لعبته الأردن بشكل كامل حتى الآن، رغم اعتراف الأردن بأنها أسقطت بعض الصواريخ الإيرانية أثناء عبور أجوائها، ومن المعروف أيضا أن الأردن ساعدت القوات الجوية الإسرائيلية، ومنحتها الإذن باستخدام جانب من مجالها الجوي.
وبذلك اتضح الجهد العسكري الغربي الأمريكي والبريطاني، والفرنسي، والأردني، المشترك لصالح الكيان الصهيوني في مجال الاستخبارات والدفاع الجوي، لكن ثمة سؤال طرح نفسه وهو لولا المساعدات للكيان هل كان بمقدوره صد الهجوم وهل كانت “إسرائيل” تمتلك العدد الكافي من الصواريخ لصد هجوم أكبر، وكما رأينا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يكون من المهم أن تمتلك العتاد الكافي في المخازن.
طهران أعطت دروساً عسكرية في هجومها على الكيان، ولقنته درساً كبيراً وكشفت مواطن ضعف دفاعاته حيث قال المعهد الدولي للدراسات العسكرية “ساعد الهجوم إيران على تحديد قوة ودراسة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية”، ناهيك أن “إسرائيل” فشلت في توقع رد الفعل باستهدافها القنصلية في دمشق واستشهاد قيادات في الحرس الثوري الإيراني، كانوا بصفة رسمية وقانونية كمستشارين عسكريين.