داما بوست-خاص| أكدت مصادر محلية من ريف الرقة، استشهاد أربعة مدنيين نتيجة الاشتباك مع عصابة من “داعش” حاولت السطو على قطيع أغنام في منطقة “بادية الحمى”، الواقعة إلى الجنوب من قرية المغلة بالريف الشرقي من المحافظة، في حادثة عصر يوم أمس الأول.
المصادر شرحت في حديثها لـ “داما بوست”، أن العصابة تمكنت أول الأمر من السطو على القطيع بينما استطاع رعاته الفرار نحو قرية المغلة لطلب الاستغاثة، الأمر الذي نجم عنه تحرك لمجموعة كبيرة من الأهالي باتجاه مناطق البادية، والاشتباك مع العصابة، ما أدى لاستشهاد أربعة من المدنيين، قبل أن تفر العصابة التي تشير المعطيات لارتباطها بتنظيم “داعش” الإرهابي إلى عمق البادية.
وتشهد مناطق البادية في موسم الربيع نشاطاً متزايداً لخلايا تنظيم “داعش” في البادية للسطو على رعاة المواشي الذين يتجهون إلى المساحات المفتوحة بحثاً عن المراعي، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المواد العلفية، وتشير المعلومات التي حصل عليها “داما بوست”، من مصادر متعددة، أن الخلايا التنظيم تقوم بنقل المواشي المسروقة إلى منطقة “مخيم الركبان”، الخاضع لسيطرة قوات الاحتلال الأمريكي والفصائل الموالية له، لتقوم بتصريفها عبر هذه الفصائل.
وتعد عمليات السطو على رعاة المواشي من مصادر التمويل الذاتي لخلايا “داعش” المنتشرة في البادية، حيث تحقق عائدات مالية ضخمة لهذه الخلايا التي تحولت للعمل كـ قطاع طرق وعصابات سطو مسلح، منذ أن فقد التنظيم سيطرته على المناطق التي كان يحتلها قبل العام 2017 في البادية السورية، وتقول مصادر أهلية لـ داما بوست: أن العلاقة التجارية مع الفصائل الموالية لقوات الاحتلال الأمريكي في الركبان والتنف، هي الطريقة الوحيدة التي يصرف من خلالها داعش المسروقات، وهي الضامن الوحيد لاستمرار وجود خلايا التنظيم في البادية.
وحسب المعلومات فإن فصيل “جيش سوريا الحرة”، هو الجهة التي تتعامل مع “داعش” في تصريف المسروقات، والقيام بتهريبها إلى الأسواق الأردنية والعراقية، وتتم هذه العملية بتجاهل متعمد من قبل قوات الاحتلال الأمريكي المتمركزة بصورة غير شرعية في بلدة التنف الحدودية مع العراق.
وتشير المعلومات إلى أن الربيع الماضي شهد أكثر من 35 عملية سطو مسلح على رعاة المواشي من قبل خلايا التنظيم، ما تسبب بسقوط نحو 18 ضحية في مناطق متفرقة، ومع تزايد نشاط داعش في الآونة الأخيرة لمهاجمة جامعي “فطر الكمأة”، يبدو أن رعي المواشي في مناطق البادية سيكون خطراً للغاية على الرعاة.