داما بوست – خاص| واصلت الفصائل الموالية للاحتلال التركي خلال الأسبوع الجاري، عمليات تجريف وسرقة المواقع الأثرية الهامة المنتشرة ضمن مناطق سيطرتها في قرى ريف عفرين شمال حلب، بمساعدة عدد من مهرّبي الآثار الأتراك المجهزين بمختلف مستلزمات التنقيب عن الآثار.
وأفادت مصادر محلية من عفرين لـ “داما بوست”، أن مجموعات تابعة لفصيل “فيلق الرحمن”، باشرت يوم أمس الثلاثاء، عمليات حفر وتنقيب عن الآثار في موقع “غل خانة” الأثري القريب من قرية “قيبار”، حيث استمرت عمليات التنقيب لما يقارب /12/ ساعة متواصلة، وطالت الموقع بالكامل، إلى جانب عدد من النقاط المحيطة به.
ولفتت المصادر إلى أن عدداً من المهربين الأتراك كانوا من ضمن المجموعات المشاركة في عمليات التنقيب غير الشرعية، والتي تمت باستخدام أجهزة خاصة بالكشف عن المعادن، فيما نفذوا عمليات الحفر بواسطة آليات ثقيلة (تركسات وبواغر) تحمل لوحات تركية.
كما نقلت المصادر لـ “داما بوست” عن شهود عيان قولهم، أن مسلحي الفصيل تمكنوا خلال عمليات التنقيب في موقع “غل خانة”، من استخراج لقىً وتماثيل أثرية، تشير المعطيات التاريخية للمنطقة إلى أنها تعود للعصر الروماني، وسلموها مباشرة إلى المهربين الأتراك، الذين سارعوا gنقلها مباشرة من الموقع عبر عدة شاحنات صغيرة، وبحراسة أمنية من قبل عناصر الشرطة التركية (الجندرما).
وبالحديث عن عمليات التنقيب غير الشرعية التي نفذها مسلحو أنقرة مؤخراً، أشارت المصادر إلى أن تل “جنديرس” تعرض لعمليات مشابهة مطلع شباط الجاري، حيث خضع التل الأثري للحفر والتجريف، تمت خلالها سرقة كمية كبيرة من التماثيل والكنوز الذهبية.
وتمتلك فصائل أنقرة سجلاً واسعاً من الانتهاكات بحق المواقع الأثرية الهامة التي يعود غالبيتها إلى العهد الروماني في منطقة عفرين، والتي تعرضت منذ خضوعها لسيطرة الاحتلال التركي وفصائله عام /2018/، لسلسلة من عمليات التنقيب غير الشرعي والسرقة الممنهجة للآثار، بإشراف مباشر من خبراء الآثار والقوات التركية، حيث أكدت عدة إحصائيات موثوقة الصحة، تعرّض ما يزيد عن /85/ موقعاً أثرياً في عفرين للسرقة والنهب والتخريب على يد الفصائل وداعمهم التركي.