الانتخابات الأمريكية.. وسفك الدماء؟

داما بوست – الإعلامي: جمال ظريفة| في كل مرة تقترب الانتخابات الأمريكية من استحقاقاتها، تبرز حروب داخلية غير معلنة في أروقة السياسة والاستخبارات الأمريكية، لكسب الرأي العام الداخلي، وتوجيهه نحو إعادة انتخاب من يكون في سدة الحكم.

السياسة الأمريكية لا هوادة فيها، تزج كل امكاناتها وامكانياتها المادية واللامادية، في المعركة، وتستخدم كل الطرق اللأخلاقية لكسب الرهان والفوز بالبيت الأبيض لأربع سنوات جديدة، غير آبه بمعاناة الشعوب التي تدفع أثماناً باهظة للمخططات الأمريكية، لاسيما في منطقة مكسر العصى “الشرق الأوسط”.

ومع اقتراب كل انتخابات، يتسابق الرؤساء الأمريكيون لملهاة إنسانية في الخارج، إضافة إلى حزم من الوعود الداخلية، لتغيير القوانين متل الصحة والهجرة والضرائب وشركات السلاح، وإلى ما هناك من أمور تهم الشارع الأمريكي.

وعلى مر تاريخ السياسة الأمريكية، تختلق تلك السياسة أوهاماً عدوانية لمحاربتها، مثل محاربة الشيوعية، ممثلة بالاتحاد السوفيتي آنذاك وجعلها العدو الأول بعد الحرب العالمية الثانية، والذي كان شريكاً ضمن حلف واحد حارب النازية، وكان له الدور الأساسي في النصر عليها، لكن لم تضع الحرب أوزارها حتى بدأت الولايات المتحدة في حياكة المؤامرات على الاتحاد السوفيتي المنهك من المواجهة المباشرة مع القوات النازية.

وفي الثمانينات، طرح الرئيس رونالد ريغان ما عرف باسم حرب النجوم، وهو مشروع ملهاة فضائي، بدأت الدعاية له بحجة “حماية الولايات المتحدة من هجوم محتمل من قبل الاتحاد السوفيتي”، أو أي دولة أخرى، وشغل به الرأي العام لسنوات ولم يقدم أي خطوة حسية فيه.

وجاء الاجتياح الإسرائيلي للبنان والدعم اللامحدود الأمريكي لهذا الاجتياح، لدرجة أن قوات المارينز الأمريكية نزلت على الأراضي اللبنانية لمساعدة القوات الإسرائيلية، وذلك لكسب ود الداعمين الماليين اليهود لحملة الرئيس آنذاك الانتخابية.

وجاء تجديد ولاية الرئيس الـ “43” للولايات المتحدة، وهو الدموي “جورج دبليو بوش “في عام2004،بعد أحداث 11 أيلول واحتلال أفغانستان، وغزو العراق، وقدم نفسه على أنه مخلص العالم من الإرهاب، وهو صاحب مقولة “من لم يكن معنا فهو ضدنا” وخلال فترة رئاسته جاء العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 وبعدها على غزة، وقد قتل وشرد على عهده ملايين الأشخاص حول العالم.

وها هي الانتخابات الأمريكية تلوح في الأفق مع عزم الرئيس جو بايدن الهرم العجوز، خوض تلك الانتخابات عن الحزب الديمقراطي لتكون الإبادة الجماعية في قطاع غزة هي الحامل الأول لحملته الانتخابية بعدما تقطعت السبل بدعم زيلنسكي في أوكرانيا .

الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني لم يبدأ في السابع من تشرين الأول، مع عملية “طوفان الأقصى”، بل كان للكيان الصهيونية ميزانية خاصة تقدم له كل عام على شكل مساعدات عسكرية بقيمة ملياري دولار أمريكي، وتلك المساعدات هي أدوات القتل والدمار التي تستخدم كلما سنحت لـ”إسرائيل” الفرصة لقتل المزيد من العرب.

إدارة بايدن فتحت كل مستودعاتها العسكرية في الشرق الأوسط، وأغدقت العطاء لجيش الاحتلال ليمعن في القتل وإعادة “هيبة إسرائيل” المفقودة والتي ضاعت يوم السابع من تشرين الأول على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة، وبإمكانيات بسيطة مقارنة بما تملكه “إسرائيل” من تكنولوجيا حديثة.

الوقوف إلى جانب “إسرائيل” يعني المزيد من الدعم المالي والسياسي من اللوبي الصهيوني المسيطر على مفاصل الاقتصاد والبنوك الأمريكية، ويعني تمويل حملة بايدن الانتخابية بالمزيد من الأموال، وتمهيد البقاء في البيت الأبيض عبر وسائل الإعلام التي يسيطر عليها اللوبي أيضا، ليس فقط في أمريكا بل وفي الغرب عموماً. بالأمس خرج الرئيس بايدن، وقال متفاخراً: إن تفاهماً لوقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، سيتم الإثنين المقبل، الأمر الذي أثار استغراب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي عبر عن المفاجأة من تلك التصريحات.

وهنا تريد إدارة بايدن صنع نصر وهمي لحقوق الإنسان ووقف الإبادة الجماعية ونسبه للسياسة الأمريكية وللمساعي ” الحميدة” التي بذلها رئيس الدبلوماسية الأمريكية اليهودي الصهيوني “أنتوني بلينكن” شبكة “إيه بي سي نيوز” الأميركية نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوجئ بتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي أعرب فيه عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين “إسرائيل” وحركة حماس بحلول الاثنين المقبل. من جهتها، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه لا يوجد اتفاق في الوقت الحالي بشأن هدنة وصفقة لتبادل الأسرى، مستبعداً قرب التوصل إلى اتفاق. في المقابل، نقلت شبكة “إن بي سي” عن مصدر وصفته بالمطلع أن هناك تقدما في المفاوضات الجارية بقطر لوقف إطلاق النار، لكن لا تزال هناك عقبات يتعين حلها.

وقال المصدر إن المفاوضين يتسابقون للتوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان المبارك، وإنه لا يزال يتعين الاتفاق على التفاصيل الحاسمة، بما في ذلك مدة وقف إطلاق النار. وأمام الاستهجان الشعبي العالمي للمجازر الصهيونية ضد البشرية متمثلة بجرائم قوات الاحتلال في قطاع غزة كان لابد للإدارة الأمريكية من الاستدارة لمواكبة الرأي العام العالمي باعتبارها تحمل لواء الدفاع عن حقوق الإنسان والدعوة لوقف إراقة الدماء ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

تلك الاستدارة لا تعني وقف الدعم العسكري الأمريكي البريطاني الفرنسي لجيش الاحتلال بل هذا شيء وهذا شيء آخر، فالمسارين منفصلين ولو كان المساران متلازمان، لتوقفت الحرب العدوانية منذ أشهر وما كانت الجريمة وصلت إلى هذا الحجم. بايدن عبر عن ذلك بالقول، في حديث لأحد برامج محطة “إن بي سي” الأميركية، “إن إسرائيل تخاطر بخسارة الدعم من كل أنحاء العالم، إذا استمر الارتفاع في عدد القتلى الفلسطينيين.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...