على مدى العقود الماضية دعمت الولايات المتحدة الأمريكية حلفاءها تحقيقاً لمصالحها الاستراتيجية، دون النظر في العواقب المحتملة على المستوى المحلي والإقليمي والذي ظهر جلياً في دعمها الغير مشروط لنظام كييف خلال العمليات العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأفاد معهد كيل الألماني أن إجمالي المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا منذ بدأ العمليات العسكرية الخاصة في شباط 2022 بلغت أكثر من 75 مليار دولار بينما “بي بي إس” فإن 61% من المساعدات كانت عسكرية بقيمة 46 مليار دولار.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية في مستند أصدرته بأن المساعدات الانسانية لنظام كييف بلغت نحو 2.9 مليارات دولار، فيما بلغت المساعدات الاقتصادية 26.4 مليار دولار ، وقدرت المساعدات الأمنية ب 43.2 مليار دولار ، وأنفق 23.5 مليار دولار على الأسلحة والمعدات العسكرية، كما قدمت واشنطن دعماَ مالياً للميزانية الأوكرانية بلغ نحو 20.5مليار دولار من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأكدت وزيرة الخزانة الأمريكية، “جانيت يلين”، أن أوكرانيا تعتمد بشكل كامل على مساعدة الأمريكيين وحلفائهم، مبينة أن الدعم المالي للولايات المتحدة له أهمية حاسمة بالنسبة لنظام كييف حتى يتمكن من مواصلة حربه ضد روسيا.
وشددت “يلين” أن السلطات الأوكرانية تنفق كل سنت من دخلها على الأغراض العسكرية لهذا السبب فأن مساعدات واشنطن ضرورية لاستمرار عمل نظام كييف لافتة الى سعي الإدارة الأمريكية للحصول على موافقة الكونغرس لتخصيص مليارات دولارات إضافية كدعم عسكري واقتصادي لأوكرانيا.
وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي الحالي “جو بايدن” وقّع مؤخراً على ميزانية الحكومة الفيدرالية دون أن تتضمن مساعدات إضافية لأوكرانيا أو “إسرائيل”، إلا أنه طلب مبلغ 106 مليار دولار لهذا الغرض في وقت لاحق إلا أن هذا الطلب لم يحصل على دعمٍ كافٍ من الكونغرس، حيث صوّت مجلس النواب لصالح المساعدات لكيان الاحتلال فقط بينما رفض تقديم مساعدات لأوكرانيا الامر الذي لم يقبل به الرئيس الأمريكي مشترطاً تقديم المساعدات لكلا البلدين
وعلى الرغم من الإنفاق والدعم الغير محدودين تسود حالة من التوتر في الإدارة الأمريكية، بعد إعلان وزيرة الخزانة جانيت يلين وصول الدين العام الأمريكي إلى مستوى قياسي بتجاوزه 30 تريليون دولار للمرة الأولى.
ويرى عدد من الخبراء الاقتصاديين أن أوكرانيا أحد الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الدين الأمريكي ووصوله إلى مستوى قياسي نظراً للمساعدات الضخمة التي قدمتها أمريكا لها كما يحمّل الحزب الجمهوري الرئيس بايدن والديمقراطيين مسؤولية ارتفاع الدين، بسبب ما يصفونه بالإنفاق المفرط على أوكرانيا.
وفي وقت سابق، عرقل الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الأمريكي الموافقة على حزمة مساعدات بقيمة 106 مليار دولار لأوكرانيا وإسرائيل، احتجاجاً على الإنفاق الكبير وغير المدروس للإدارة الديمقراطية على أوكرانيا، مما أثقل كاهل الخزينة وأدى إلى زيادة الضرائب.
وكان الرئيس بايدن قد حذر من استنفاد الأموال المخصصة للمساعدات الأوكرانية بحلول نهاية العام دون موافقة الكونجرس على تخصيص أموال جديدة إلا أن الجمهوريين رفضوا دعم هذا الإنفاق الإضافي الذي أثقل كاهل الموازنة، مطالبين بترشيد الإنفاق على أوكرانيا بدلاً من زيادة الضرائب على المواطنين. وتمثل هذه النتيجة هزيمة لبايدن المقبل على انتخابات رئاسية جديدة وتهدد مساعدات أوكرانيا.