بين المؤيد والمعارض.. العدوان الإسرائيلي على غزة في قلب أمريكا الجنوبية

ما إن بدأ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهر تشرين الأول الماضي/أكتوبر حتى سارعت العديد من الدول في أمريكا الجنوبية التي تضم أكبر جالية فلسطينية في العالم إلى إعلان مواقفها التي اتصفت بالتباين مع استمرارية العدوان ودخوله الشهر الثالث.

وبالنظر إلى المواقف المؤيدة للعدوان كانت الاورغواي من أوائل الدول اللاتينية التي وقفت مع “إسرائيل” في عدونها حيث أعرب الرئيس الارغوياني لزعيم الكيان الصهيوني “إسحاق هرتسوغ” عن كامل دعمه للعدوان بينما انتقد رئيس السلفادور نجيب بوكيلي حركة “حماس وقال.. “أفضل ما يمكن أن يحدث للشعب الفلسطيني هو أن تختفي حماس تماماً”.

وفي المقابل اتخذت عديد الدول مواقف رافضة للعدوان على قطاع غزة فكانت بوليفيا أول دولة في العالم تقطع العلاقات الدبلوماسية معها مكررة الموقف الذي اتخذته في عام 2008 لأسباب مماثلة بينما استدعت كل من تشيلي وكولومبيا وهندوراس سفرائها من “تل أبيب” للتشاور احتجاجًا على عدوان “إسرائيل” على غزة.

كما اتخذت حكومات اليسار الراديكالي – الشعبوي في دول فنزويلا كوبا نيكاراغوا مواقف رافضة للعدوان على قطاع غزة إذ أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على أن الفلسطينيين يتعرّضون لنظام “فصل عنصري جديد” متهمًا “إسرائيل” بارتكاب جرائم “إبادة بحق الشعب الفلسطيني” أما كوبا فاعتبرت أن العنف هو “نتيجة 75 عامًا من الانتهاك الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ولسياسة الكيان العدوانية والتوسعية” بينما استقبلت نيكاراغوا بعد يومين من العدوان الإسرائيلي على القطاع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي رباح الذي التقى برئيسها ووزير خارجيتها.

أما الأرجنتين التي تستضيف أكبر جالية يهودية في أمريكا الجنوبية قوامها نحو 250 ألف شخص فاكتفت بانتقاد تصاعد العنف في قطاع غزة والضفة الغربية وأدانت الاعتداء الإسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين مؤكدة على عدم وجود ما يبرر انتهاك القانون الإنساني الدولي.

واتبعت المكسيك سياسة “النأي بالنفس” إزاء ما يحدث في القطاع حيث قال رئيس المكسيك مانويل لوبيز أوبرادور.. “لا نريد أن ننحاز إلى أي طرف لأننا نريد أن نكون عاملًا في البحث عن حل سلمي” مؤكداً على أن السياسة الخارجية للمكسيك تقوم على احترام تقرير المصير والسلام مضيفاً.. “لا نريد الحرب لا نريد العنف نحن دعاة سلام ولا نريد أن تضيع حياة أي إنسان ومن أي جنسية سواء كانوا من “إسرائيل” أو فلسطينيين.

واكتفت البرازيل أكبر دولة في أمريكا الجنوبية بالقيام بتحركات دبلوماسية نشطة لوقف العدوان بصفتها عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، حيث عمدت بحكم توليها الرئاسة الدورية للمجلس لشهر تشرين الأول الماضي إلى تكثيف تحركاتها الدبلوماسية من أجل منع تصعيد الصراع والبحث عن حل سلمي للأزمة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى في غزة.

ولعل أهم ما يفسر التوجهات ومواقف سياسات دول أمريكا الجنوبية اتجاه ما يحدث من عدوان في قطاع غزة من مجازر وحشية ودمار شامل كل القطاعات هو “الأيديولوجية” المسيطرة على الحكومات .. فالحكومات اليسارية كانت أكثر دعمًا للقضية الفلسطينية ويعود السبب بذلك الى العلاقات التاريخية التي تربط الجماعات الثورية وحرب العصابات في بعض دول أمريكا الجنوبية التي كافحت من أجل استقلال بلادها بقادة من منظمة التحرير الفلسطينية.

وغالبًا ما تنظر حكومات اليسار اللاتيني التي تتبنى خطابًا مناهضًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة إلى الكيان الصهيوني باعتباره وكيلًا للولايات المتحدة وعليه تعتبر أن وقوفها الى جانب القضية الفلسطينية يأتي من موقفها المعادي للولايات المتحدة و”إسرائيل” وعلاقاتها المتينة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

في المقابل انتهجت الحكومات اليمينية في كل من “كوستاريكا وباراغواي وأوروغواي وبنما وغواتيمالا” أكثر جرأة في تأييد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة واصفة هجوم “حماس” بالإرهابي والذي لا يعد مستغربا كون تلك الحكومات عملت خلال السنوات الماضية على توثيق علاقاتها مع “تل أبيب” كمدخل للتقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الحصول على المساعدات الاقتصادية والأمنية.

يجدر الإشارة إلى أن من 20 دول من أمريكا الجنوبية والكاريبي صوتت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 تشرين الأول الماضي الذي دعا إلى “هدنة إنسانية فورية” في غزة وهي “الأرجنتين والبرازيل وبوليفيا وكولومبيا وتشيلي وكوبا والسلفادور وبيرو والمكسيك وهندوراس والإكوادور” بينما لم تتمكن فنزويلا التي شاركت في رعاية القرار من التصويت حيث تم سحب حقوقها في التصويت لعدم دفع مستحقاتها في الأمم المتحدة أما” أوروغواي وهايتي وبنما” فامتنعت عن التصويت في حين كانت “غواتيمالا وباراغواي” هما الدولتان الوحيدتان في أمريكا الجنوبية اللتان صوتتا ضد القرار.

عموما يحسب للقارة الامريكية اتخاذها موقف واضح من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعمل بعض البلدان منها الجاد على وقف العدوان واتخاذ مواقف جادة مقرونة بإجراءات وصلت الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني وطرد سفراء الكيان من أرضيهم بالتزامن مع المظاهرات الشعبية الكبيرة الداعية لوقف العدوان ومحاسبة الكيان على جرائمه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...