أصبحت الشريحة الإلكترونية “eSIM” الوسيلة الوحيدة لسكان قطاع غزة المنكوب للتواصل مع العالم الخارجي أو نقل تفاصيل العدوان الإسرائيلي، في ظل الانقطاعات المتكررة لشبكتي الهاتف والإنترنت.
وتعمل الشرائح وفق مبدأ بسيط، اذ يتعين على المستخدم لتشغيلها مسح “رمز الاستجابة السريعة” (QR code) المرسل من الخارج، باستخدام كاميرا الهاتف النقال، ما يتيح وصله بشبكة اتصالات هاتفية خارجية، غالبا ما تكون إسرائيلية، وأحيانا مصرية.
فيما لا يضمن الحصول على الشريحة الإلكترونية توافر خدمة الاتصال، إذ إنها غير ممكنة سوى في المناطق القريبة من الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، أو تتطلب الانتقال الى أماكن مرتفعة للتمكن من التقاط إشارة جيدة، ويبقى تشغيلها رهن توافر الإنترنت، وهو ما يتطلب ساعتين أو ثلاث ساعات.
ولاقت هذه الشرائح إقبالاً من عناصر الإسعاف والدفاع المدني الذين يريدون معرفة أماكن القصف لنجدة من يمكن أن يقدموا له المساعدات، إضافة إلى عاملين مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتوجيه البضائع والمساعدات إلى الأماكن الصحيحة من أجل إنقاذ الناس.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش حذرت أواخر تشرين الأول من أن قطع الاتصالات في غزة قد يكون بمثابة “غطاء لفظائع جماعية ويسهم في الإفلات من العقاب على انتهاكات لحقوق الإنسان”.
وبات الصحافيون الفلسطينيون في غزة الذين تتوافر معهم شريحة إلكترونية، صلة وصل بين سكان القطاع وأقاربهم حول العالم، إلى جانب دورهم في نقل صورة العدوان الهمجي المتواصل.
وعادت خدمات الاتصالات والانترنت بشكل تدريجي في مناطق وسط وجنوب قطاع غزةالأربعاء، بعد انقطاعها بالكامل للمرة الرابعة منذ اندلاع الحرب في القطاع المحاصر في السابع من تشرين الأول.