مطار دمشق: استثمار بمليارات الدولارات في ظل واقع بنية تحتية مُدمرة وتحديات العقوبات

أثارت العقود النهائية التي وقعتها الحكومة السورية مؤخرًا مع تحالف دولي، بقيادة شركة “أورباكون” القطرية، لتطوير مطار دمشق الدولي باستثمار ضخم يلامس أربعة مليارات دولار تساؤلات جدية

لا سيما أن هذا المشروع الطموح يصطدم بواقع ميداني صعب وبنية تحتية متضررة بشدة.

يُظهر الواقع أن منشآت مطار دمشق تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة سنوات الحرب والهجمات الجوية المتكررة. ففي منتصف عام 2022

أظهرت صور الأقمار الصناعية أن الضربات الإسرائيلية أصابت كلا المدرجين المدني والعسكري بستة صواريخ (بواقع ثلاثة لكل منهما)، مما أدى إلى تعطيل كامل لعمليات الإقلاع والهبوط.

أضرار متراكمة وتأثير على حركة الملاحة

أقرت وزارة النقل السورية سابقًا بأن هذه الغارات أخرجت مهابط الطائرات عن الخدمة في مواقع متعددة. وتكرر الاستهداف في كانون الثاني/يناير 2023

حيث أصابت غارة الطرف الجنوبي للمدرج المُستخدم لشحنات الأسلحة، ملحقة أضرارًا “جسيمة” به.

وعلى الرغم من عودة الخدمة جزئيًا، أقرّت مصادر ملاحية محلية بتعطل المدرج الجنوبي، ولجأت ورش الصيانة إلى قص مسار المدرج الشمالي بمقدار 500 متر لإعادة استخدامه بشكل جزئي.

انعكست هذه الغارات المتلاحقة سلبًا على حركة المسافرين، حيث أدت حالات الطوارئ المتكررة إلى نقل الرحلات إلى مطارات بديلة

مثل مطار اللاذقية خلال غارات تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما تسبب في إلغاء متتالي للرحلات وفرض أعباء مالية إضافية على الركاب الذين اضطروا لسلوك طرق برية أو السفر عبر مطارات إقليمية مثل بيروت.

طموح المشاريع مقابل صعوبة التنفيذ

في المقابل، تتضمن الاتفاقية الرسمية خططًا متفائلة جداً:

  • المرحلة الأولى: تحديث مبنى الركاب الحالي (الصالة رقم 1) لرفع سعته إلى نحو ستة ملايين مسافر سنويًا بحلول نهاية 2026.
  • المراحل اللاحقة: إنشاء مبنى جديد “تيرمنال 3” على أربع مراحل، ليضيف طاقة قدرها 31 مليون مسافر سنويًا عند الاكتمال.
  • مرافق إضافية: يضم المشروع 32 جسر صعود طائرات حديثة، وسوقًا حرة عالمية، ومناطق فندقية، بالإضافة إلى تخصيص نحو 250 مليون دولار لشراء 10 طائرات ركاب لدعم الأسطول الوطني.

وصف المسؤولون المشروع بأنه “الأكبر في تاريخ سوريا”، متوقعين خلق أكثر من 90 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

 

اقرأ أيضاً:سوريا: بلد الـ 23 مليون مكوع.. إذا الشرع كوع، مين أنا حتى ما كوع؟

اقرأ أيضاً:التشكيلات العسكرية في سوريا بعد سقوط النظام – الجزء الثاني

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.