الحواجز تعيد خنق الطرق… من يوقف الفوضى بين مناطق السيطرة؟

تشهد الطرق الواصلة بين مناطق الحكومة السورية الانتقالية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا حالة من التخبط المتكرر، مع إغلاق بعضها بالكامل وفتح البعض الآخر بشكل جزئي، وفق ما أكدته عدة شركات نقل بري لموقع “الحل نت”. وتسمح بعض الحواجز بمرور المرضى وطلاب الجامعات فقط، ما يعكس استمرار الاضطراب في حركة التنقل بين المنطقتين.

طرق مغلقة رغم الوعود بفتحها:

أوضحت شركات النقل أن طريقي الرقة دير حافر باتجاه حلب، والرقة أثريا/سلمية باتجاه حماة كان من المفترض فتحهما منذ يوم الأربعاء، لكن سائقي الحافلات فوجئوا بإغلاق كامل من جانب قوات الحكومة الانتقالية في دمشق، وإجبارهم على تغيير وجهاتهم نحو طرق بديلة.

الإغلاق من جانب قوات مرتبطة بدمشق وتركيا:

ووفق أحد سائقي شركات النقل، فقد اضطرت معظم الشركات للسير عبر طريق الرقة/معدان دير الزور، الذي أعيد فتحه مؤخراً بعد إغلاقه بسبب اشتباكات بين قوات الحكومة الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد). ويعتبر هذا الطريق أطول بكثير، حيث تصل مدة الرحلة بين الحسكة ودمشق إلى نحو 16 ساعة.

مصادر مطلعة قالت إن القوات المنتشرة على الطرق التي تشهد الإغلاقات مرتبطة بتركيا وكانت سابقاً ضمن فصائل “الجيش الوطني”. وتبدي هذه القوات عداءً واضحاً لقسد، وتغلق الطرق بين الحين والآخر بهدف الضغط على الحركة التجارية والمدنية بين مناطق الإدارة الذاتية ومناطق الحكومة في دمشق، ما يؤثر بدوره على مسار المفاوضات بين الطرفين.

كما تحدثت المصادر عن استمرار المضايقات على حاجز زكية الواقع على طريق الطبقة أثريا، حيث تعود القوات كل مرة لفرض قيود على المارّة رغم إعادة فتح الطريق تحت ضغوط محلية.

تداعيات الإغلاق المتكرر على المدنيين:

يفرض هذا الإغلاق المتكرر منذ أشهر أعباء كبيرة على السكان، إذ يضطر بعض المسافرين إلى العودة إلى مدنهم بعد قطع مسافات طويلة، بينما يتأخر آخرون عن المواعيد الطبية أو العلاج الكيماوي لمرضى السرطان، ما قد يشكل خطراً على حياتهم. كما يعاني طلاب الجامعات من التأخر عن محاضراتهم وامتحاناتهم بسبب إغلاق الطرق دون إنذار مسبق.

من جهة أخرى، تؤدي الاضطرابات على الطرق إلى توقف حركة التجارة بين مناطق الإدارة الذاتية والحكومة الانتقالية، ما يرفع أسعار العديد من السلع وخاصة الخضروات والحمضيات التي تعتمد الأسواق على تبادلها بين الجانبين.

ويؤكد سكان محليون أن تكرار عمليات الإغلاق يفاقم حالة القلق والضغط النفسي على العائلات، خصوصاً في ظل غياب آلية واضحة لتنظيم حركة المدنيين وضمان وصولهم بأمان بين المنطقتين.

إقرأ أيضاً: بدران جيا كرد: قسد ستنضم للجيش السوري ككيان واحد ودعم دولي يتجه نحو حل لا مركزي في سوريا

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.