مواجهات جديدة تهز درعا: استنفار في أم ولد واشتباكات دامية في قرفا
تشهد محافظة درعا تجدداً للتوتر الأمني مع وقوع حادثتين منفصلتين خلال الساعات الأخيرة: استنفار مسلح في بلدة أم ولد واشتباكات دامية في قرفا.
استنفار في أم ولد إثر توقيف زيد الدراوشة
تصاعد التوتر في بلدة أم ولد بعد توقيف القيادي السابق في فصائل المعارضة، زيد الدراوشة، الذي كان قد أجرى “تسوية” مع الحكومة السورية في عام 2018. رداً على ذلك، أغلقت مجموعات مسلحة موالية للدراوشة الطرقات وأقامت حواجز داخل البلدة، وسط انتشار مكثف للمسلحين وإطلاق نار متقطع في الهواء، بحسب مصادر محلية لـ”درعا 24″.
الدراوشة، وهو من القيادات المحلية البارزة في الجيش الحر قبل التسوية الروسية عام 2018، عاد إلى أم ولد بعد سيطرة الحكومة السورية على المنطقة، بعد فترة قضاها في بصرى الشام تحت سيطرة “اللواء الثامن”.

وتشير المصادر إلى أن توقيفه جاء بتهم تتعلق بـ”قضايا أمنية سابقة وارتباط مجموعته بعمليات استهداف”، وهي اتهامات ينفيها أنصاره الذين يرون التوقيف “إجراءً تعسفيا” يستهدف مناوئي الحكومة. يُذكر أن الدراوشة كان قد نجا من محاولة اغتيال عام 2021، تبعها إحراق لمنزله ومنزل والده.
كما أفادت المصادر أن مجموعة تابعة للدراوشة أطلقت النار باتجاه بلدة الثعلة التابعة للسويداء، ما أدى إلى تبادل محدود لإطلاق النار مع مسلحين من الثعلة.
مقتل عنصر أمني في اشتباكات قرفا
في حادثة منفصلة، شهدت بلدة قرفا بريف درعا الأوسط اشتباكات عنيفة أمس الأحد، أسفرت عن مقتل عنصر في جهاز الأمن العام وإصابة آخرين. وقعت الاشتباكات خلال مداهمة منزل شخص مطلوب يدعى “الكايد”.
وذكرت المصادر المحلية أن العنصر القتيل هو وليد خالد الفاعوري من مدينة الشيخ مسكين، وقُتل أثناء تبادل إطلاق النار مع “الكايد”، وهو قائد مجموعة مسلحة محلية سابقة.

وفقاً للمصادر، رفض الكايد مغادرة منزله دون “استدعاء رسمي”، وتمت المداهمة التي أدت إلى الاشتباك. وكان الكايد قد تورطت مجموعته سابقاً في هجوم على مقر للأمن العام في مدينة إزرع في شباط الماضي.
هشاشة الاستقرار وتعدد الولاءات
تأتي هذه التطورات لتسلط الضوء مجدداً على حالة الانفلات الأمني وتحديات فرض الاستقرار في محافظة درعا، رغم عمليات إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ودمج الفصائل المحلية.
ويرى مراقبون أن الحوادث الأخيرة تعكس “هشاشة التفاهمات المحلية وصعوبة فرض الاستقرار في مناطق الجنوب السوري التي تعاني من تعدد الولاءات، ووجود سلاح خارج سلطة الدولة.”
اقرأ أيضاً:حمص بين العتمة والفوضى.. تدهور الخدمات وغياب الأمان
اقرأ أيضاً:معتقلو درعا المجهولون في سجون إسرائيل.. عائلات تبحث عن إجابات