اقتحام جديد في مساكن الزهريات بدمشق يثير مخاوف الأهالي من التهجير القسري
شهدت منطقة مساكن الزهريات في دمشق خلال الساعات الماضية اقتحاماً جديداً نفذه فصيل مسلح تابع للقوات الرديفة لقوات وزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية، وذلك في حادثة هي الثانية من نوعها خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2025.
ووفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفصيل المسلح الذي يقوده المدعو “أبو أنس”، بمساندة المسؤول الأمني “أبو حذيفة” وظهور “أبو النور” في الخفاء، داهم المنطقة باستخدام ثلاث سيارات “بيك أب” دفع رباعي وعدد كبير من العناصر المدججين بالسلاح الكامل والملبسين بالزي الأسود.
الأهالي أكدوا أن المسلحين اقتحموا المنازل بطريقة عنيفة، ووجهوا عبارات طائفية مهينة للسكان، كما قاموا بترويع الأطفال وتصوير عمليات التفتيش في مشهدٍ وصفه السكان بأنه “ينتهك الكرامة الإنسانية وحقوق الطفولة”.
وخلال المداهمات، كسر المسلحون أبواب عدد من المنازل المغلقة، ومنحوا الأهالي مهلة قصيرة حتى اليوم لإخلاء منازلهم، مهددين باستخدام القوة ضد من يعترض، ومؤكدين أن “القرار نهائي ولا حاجة لتدخل المحافظ”.
كما وثّق السكان مصادرة سبعة هواتف محمولة، معظمها تعود لنساء من المنطقة، حيث أُجبر أصحابها على فتح القفل السري ولم تُعاد الأجهزة حتى الآن. في حين تعرّض عدد من الشبان للضرب بأخمص السلاح، ونُقل بعضهم إلى المشفى.
ويأتي هذا الاقتحام في سياق محاولات متكررة لإجبار سكان مساكن الزهريات على الإخلاء القسري، إذ شهدت المنطقة في 9 تشرين الأول/أكتوبر عملية مشابهة من قبل فصيل مسلح تابع للقوات الرديفة، تخللها تهديدات ومصادرة ممتلكات خاصة، وسط صمت رسمي مستمر من الجهات الحكومية في دمشق.
ويعيش نحو 50 عائلة في مساكن الزهريات، يمتلكون وثائق قانونية وأحكام محاكم تثبت ملكيتهم للعقارات، إلا أنهم أُبلغوا مؤخراً بأن “وجودهم لم يعد مقبولاً” من قبل الفصيل المسيطر على المنطقة، ما يثير مخاوف من تشريد عشرات الأسر دون بدائل سكنية في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وارتفاع إيجارات المنازل في العاصمة.
ودعا المرصد السوري الجهات المعنية في دمشق إلى التدخل العاجل لوقف عمليات التهجير القسري وضمان حق السكان في السكن الآمن، تماشياً مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
إقرأ أيضاً: جبل الورد: اعتداء طائفي يسلّط الضوء على الفوضى الأمنية في ضواحي دمشق