سوريا ترفع أسعار المحروقات مجددًا.. البنزين والغاز يقفزان إلى مستويات غير مسبوقة

تشهد الأسواق السورية موجة جديدة من ارتفاع أسعار المحروقات، ضمن سياسة حكومية مستمرة لإعادة هيكلة قطاع الطاقة وتقليص الدعم الحكومي بعد سلسلة من الزيادات التدريجية التي بدأت عقب سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر 2024.

أسعار جديدة تثقل كاهل السوريين:

وفقًا للنشرة الرسمية الصادرة عن الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية (سادكوب)، فقد ارتفع سعر ليتر البنزين (90 أوكتان) إلى 12,980 ليرة سورية، بعد أن كان 12,760 ليرة في النشرة السابقة.

كما حُدّد سعر المازوت الصناعي والتجاري بـ 11,210 ليرات، والبنزين (95 أوكتان) بـ 14,520 ليرة سورية.

أما أسطوانة الغاز المنزلي فارتفع سعرها إلى 140 ألف ليرة سورية، بينما وصلت الأسطوانة الصناعية إلى 223 ألف ليرة.

وتُثبت “سادكوب” سعر الصرف المعتمد في تسعير المحروقات عند 11,800 ليرة للدولار الواحد، في وقت يتراوح فيه السعر في السوق السوداء بين 11,790 و11,840 ليرة.

سياسة الرفع التدريجي تواصل الضغط على المعيشة:

تأتي هذه الزيادات ضمن خطة حكومية لتقليص العجز المالي وتحقيق “التوازن السعري” مع الأسواق العالمية، إلا أن النتائج المباشرة تضع ملايين السوريين تحت ضغط معيشي غير مسبوق، إذ لا يتجاوز متوسط الدخل الشهري حالياً 900 ألف ليرة سورية (نحو 75 دولارًا)، بحسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء لعام 2025.

فوضى تسعير وتفاوت بين المناطق:

تعتمد الحكومة السورية سياسة “التسعير المرن” التي تتيح تعديل أسعار المحروقات وفق تقلبات سعر الصرف والأسواق العالمية، في ظل توقف شبه كامل لإنتاج النفط المحلي الذي كان يغطي أكثر من 80% من حاجة السوق قبل 2011.

وتعزو “سادكوب” هذه القرارات إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بنسبة 15% منذ بداية العام، حيث تجاوز سعر برميل برنت حاجز 91 دولارًا، إضافة إلى تراجع الليرة السورية أمام الدولار بنسبة 22% خلال الصيف.

في المقابل، تشهد المناطق الشمالية والشرقية فوضى في التسعير، إذ تجاوز سعر ليتر البنزين في بعض مناطق تل أبيض ورأس العين 15 ألف ليرة، بينما رفعت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سعر الديزل إلى ما يعادل 0.55 دولار للتر على أساس سعر صرف 11 ألف ليرة، ما زاد من تشتت السياسات النفطية داخل البلاد.

ارتفاع أسعار النقل والسلع الغذائية:

انعكست زيادات المحروقات على جميع القطاعات، إذ ارتفعت تكاليف النقل في دمشق والمحافظات بنسبة تصل إلى 40%، كما قفزت أسعار السلع الغذائية بين 25% و35% خلال الأشهر الأخيرة.

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن 14.5 مليون سوري يعيشون تحت خط انعدام الأمن الغذائي، بينهم 9.1 ملايين في حالة حرجة، ما يعكس عمق الأزمة المعيشية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.

وعود حكومية وتحديات اقتصادية:

في تصريحات رسمية، قال وزير الطاقة السوري محمد البشير إن الحكومة ستواصل دعم بعض القطاعات الحيوية مثل النقل والكهرباء جزئيًا، مع رفع تدريجي للأعباء عن الخزينة عبر إعادة هيكلة الدعم.

وبحسب تقرير البنك الدولي (آب/أغسطس 2025)، تحتل سوريا المرتبة الثالثة عربيًا في ارتفاع أسعار المحروقات مقارنة بالدخل الفردي بعد لبنان واليمن، ما يجعلها من أكثر الدول تكلفة في الحصول على الطاقة.

إقرأ أيضاً: رئيس جمعية الصاغة: ارتفاع الذهب في سوريا بسبب الدولار.. والطلب يتجه للمدخرات

إقرأ أيضاً: ارتفاع جديد في أسعار الفروج ومشتقاته في سوريا

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.