مرحلة إيلام العدو.. حزب الله يخوض أمهات المعارك وأرض الجنوب تتحول لمقابر لجنود الاحتلال
حزب الله انتعش وعاد إلى وضعه الطبيعي، بالرغم من عمليات الاغتيال الجبانة لكوادره وقياداته باعتراف الاحتلال نفسه
داما بوست-خاص| هناك في الشمال والجنوب يقلب حزب الله المعادلة ويحقق الفرق الاستراتيجي ومعادلة الردع في ميدان المعارك، وهناك على جبهتي الجنوب والشمال يعترف الاحتلال يومياً بالأحداث الصعبة، وبخسارة المزيد من الضباط والجنود بعمليات حزب الله النوعية، واختراقهم لصفوف العدو في مواجهات أذهلت الاحتلال، من مسافة صفر بل وأقل من ذلك، ما يدفع جيش العدو للاعتراف بأنه يجنى الرياح والخذلان من قتاله في الجنوب ويدفع الأثمان الباهظة على يد مقاومي حزب الله.
حزب الله انتعش وعاد إلى وضعه الطبيعي، بالرغم من عمليات الاغتيال الجبانة لكوادره وقياداته باعتراف الاحتلال نفسه، ومع هذه العودة القوية للحزب في الميدان تدفع “إسرائيل” أثماناً باهظة جداً في الجبهة الشمالية، وتحصد الندامة وهي تزرع رياح الموت في لبنان وغزة مستهدفة المدنيين، لكنها تخسر في ميدان المعارك ولا تستطيع التقدم أمام نبعة حزب الله الصامدة والضاربة الجذور في كل لبنان.
حزب الله اللبناني المقاوم تعافى وعاد إلى وضعه الطبيعي، على الرغم من الضربات القاسية التي تلقّاها، لكنه نهض سريعاً، بل ظل ناهظاً ولم يكبو برغم الجراح التي أصابته باغتيال سيد الشهداء وأمينه العام حسن نصر الله، ورئيس المكتب التنفيذي في الحزب السيد الشهيد هاشم صفي الدين، وعدد من قيادييه.
كيان الاحتلال على ألسنة قادته يؤكد أنه ليس هناك من الآن وصاعداً أي إنجازات، بل يوجد تأكّل وحرب استنزاف لـ”إسرائيل”، و”إسرائيل” في كل مرة والتاريخ أثبت أنها تخسر دائماً في مثل هذه الحروب أكثر من الأطراف التي تواجهها، فأصحاب الأرض والقضية هم المنتصرون وهم يدافعون عن شرفهم وأهلهم وترابهم.
والمراقب لمجريات المعارك في الجنوب والشمال يتأكد من التكتيكات القوية لحزب الله وكيف أن المقاتلين يسمحون لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالتقدّم تمهيداً لمهاجمته وإيقاعه في كمائن، فكثير من أنفاق الجنوب غدت مقابر لجنود الاحتلال.
وفي الشمال يجني العدو الخذلان ويدفع أثماناً باهظة، والواقع صعب في الجبهة الشمالية بإقرار جيش الاحتلال، إذ قتل نحو 13 جندياً وضابطاً خلال أيام عيد “العُرش” اليهودي فقط غالبيتهم في لبنان، والميدان العسكرية في الشمال نشط جداً، وعدد الإصابات الصهيونية فيها كبير.
ويرى الاحتلال أن حزب الله ينفذ خطّة دفاعية في الحرب ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولا سيما عند الحدود، ويستدرج العدو، ويهاجمه، وفي أوقات أخرى يهاجمه من حيث لا يحتسب ويلتحم معه في الميدان وجهاً لوجه، وهو مستمر في زخمه ومستمر.
والمعادلة في الردع التي أشار إليها الاحتلال ما كشف عنها العقيد الاحتياط جاك نيريا في جيش الاحتلال بإشارته لبيان حزب الله، الذي طالب فيه إخلاء 25 مستوطنة، وهو بهذا البيان يفعل الأمر نفسه الذي يفعله الاحتلال في بيروت.
حزب الله وضع عنوناً للمرحلة المقبلة وهي مرحلة إيلام العدو، فكل أماكن تواجد جنود الاحتلال تحت نيران الصواريخ، وقتلى وجرحى الصهاينة عند الحدود إلى ازدياد، وكل يوم يقر جيش الكيان بحدث صعب لا يتحمله الاحتلال.
معركة الجنوب قد تتحول إلى أم المعارك، والاحتلال قبل محاولة إبادة غزة يضع الضاحية الجنوبية في بيروت والجنوب على قائمة أولوياته فمعركته مصيرية فيها، لكن فشله الذريع في غزة أثار قلقه من فشل آخر في لبنان التي تحوي تراثاً كبيراً في مقاومة الاحتلال، واستراتيجيات وعدة وعتاد وعديد تتفوق فيها على المقاومة العسكرية المتمرسة في غزة أضعافاً.
ما يحدث اليوم في لبنان أن ساحاتها مشتعلة ورويداً رويداً تتحول إلى ساحة تطحن العدو في الشراسة والمقاومة ضد طغيانه، وهذا أمر يكسر حلقات القوة الصهيونية ويقود “إسرائيل” على كافة الأصعدة إلى الدرك الأسفل من الهاوية.
الطلقة الأخيرة ربما في جيب الاحتلال هي الإطاحة بنتنياهو، واستبدال رئيس حكومة الإبادة وشركائه بمن هم أكثر “عقلانية” في الكيان لإنجاز صفقة الأسرى مع المقاومة ووقف الحرب على غزة ولبنان، فـ “إسرائيل” أمام دوامة وجودية وقد تصل قريباً إلى نقطة اللاعودة.
لبنان فيها من المقاومة ما يرهق جيش الاحتلال فهي تغلي كالمرجل، والاحتلال يصب الزيت على النار ويصعد قصفه للضاحية والبلدات والقرى الجنوبية، وهو يدرك أنه يتحرك على أرض بركانية سيغرق في حممها كما غرق في مستنقع غزة وذاق نيران المقاومة الشديدة.
جبهة لبنان اليوم تشبه برميل البارود الكبير، والاحتلال بحماقته يسعى إلى تفجيره، ولن يكون بمقدور الكيان تحمل مدى التبعات الكبيرة التي ستنجم عن انفجاره، مع إصراره على الخطوات العدوانية التي تقابلها وتتحداها بقوة المقاومة اللبنانية، وتقلب حسابات الكيان في المنطقة، وتجعل الاحتلال على وشك إعلان حالة الإفلاس والفشل والهزيمة أمام العالم أجمع.