حلب تعيد تشغيل الطيران الزراعي لتقليل الخسائر
عاد مشهد الطائرات الزراعية ليطل من جديد في سماء حلب، بعدما أعلنت مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي، في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، عن بدء تجربة لإعادة تفعيل هذا النوع من الطيران بعد سنوات من التوقف خلال الحرب.
المديرية أوضحت عبر صفحتها على “فيسبوك” أنها جهزت طائرتين زراعيتين ضمن الإمكانيات المتاحة، بعد إخضاعهما لعمليات صيانة فنية للتأكد من جاهزيتهما للعمل، في خطوة وصفت بأنها إعادة استثمار لخدمة القطاع الزراعي وتعزيز الصحة العامة.
مكافحة الآفات وحماية المواسم
مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في حلب، فراس محمد سعيد، أكد أن الهدف الأساسي من إعادة تشغيل الطيران الزراعي هو مكافحة الآفات التي تهدد محاصيل استراتيجية مثل القمح والفستق الحلبي والزيتون، إلى جانب استخدامه في رش مبيدات الصحة العامة بالتعاون مع الإدارة المحلية.
وأوضح سعيد أن عمليات المكافحة ستغطي معظم مناطق ريف حلب، مع إعطاء الأولوية لحقول القمح نظرًا لأهميتها الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الطائرات ستوفر جهدًا ووقتًا أكبر مقارنة بالطرق التقليدية، وتقلل من تكاليف الرش التي يضطر المزارعون لتحملها بشكل فردي.
وبحسبه، فإن نجاح هذه العمليات قد يسهم في تقليص الخسائر المتكررة وحماية الموسم الزراعي من التدهور.
آمال المزارعين وتحديات التنفيذ
إعلان تفعيل الطيران الزراعي أثار آمال المزارعين في ريف حلب. محمود السرحان، مزارع من منطقة العيس بريف حلب الجنوبي، قال إن الرش الجوي “كان حلمًا بعيد المنال في السنوات الماضية”، مضيفًا أن الالتزام بطلعات منتظمة سيحدث فارقًا كبيرًا على أرض الواقع.
أما عبد الله الجاسم، مزارع من قرية مسكنة بريف حلب الشرقي، فاعتبر أن عودة الطيران الزراعي قد تشكل “طوق نجاة”، موضحًا أن المساحات الواسعة لا تكفيها الأيدي العاملة أو الأجهزة التقليدية، وأن الآفات تنتشر بسرعة وتتسبب بخسائر متكررة.
رغم ذلك، تبقى التجربة محاطة بتحديات أبرزها تأمين التمويل الكافي لصيانة الطائرات وضمان استمرارية عملها، إلى جانب التنسيق مع البلديات والجمعيات الفلاحية لتحديد أولويات الرش، فضلًا عن مراقبة الأثر البيئي وضمان عدم الإضرار بالنحل أو المحاصيل غير المستهدفة.
إعادة استثمار في خدمة الزراعة
مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بحلب أكدت أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لإعادة استثمار الطيران الزراعي بعد سنوات من التوقف، مشيرة إلى أن إعادة تشغيل الطائرات الزراعية ستمثل انطلاقة جديدة لحملات المكافحة الجوية، بما يعزز حماية الإنتاج الزراعي ويحد من الخسائر التي أثقلت كاهل المزارعين في السنوات الأخيرة.
اقرأ أيضاً:الزراعة و”فاو” تبحثان استعادة تعزيز الزيتون السوري