أزمة الظلام في درعا: انقطاعات تتجاوز 24 ساعة وشكاوى من “بيع الكهرباء” للمشاريع الخاصة
تتعمق أزمة انقطاع التيار الكهربائي في محافظة درعا يوماً بعد يوم، حيث يواجه السكان واقعاً قاسياً من انقطاعات متواصلة تتجاوز أحياناً 24 ساعة كاملة، مقابل فترات وصل قصيرة وضعيفة لا تكفي حتى لتشغيل المضخات أو شحن البطاريات المنزلية. هذا الواقع يثير قلق الأهالي مع اقتراب فصل الشتاء، الذي يتطلب زيادة في استهلاك الطاقة
أسباب الأزمة: تهالك الشبكات ونقص الكوادر الفنية
نقلت شبكة “درعا 24” المحلية عن مسؤول في قطاع الكهرباء بالمحافظة تشخيصه للأزمة، والذي يعود إلى عدة عوامل فنية وإدارية:
- التهالك الفني: تعاني الخطوط والشبكات الكهربائية من تهالك كبير وأعطال متكررة.
- نقص المستلزمات: تفتقر ورش الصيانة إلى المحولات والمستلزمات الأساسية اللازمة لإجراء الإصلاحات.
- عزوف الكوادر: يفاقم النقص الحاد في الكوادر الفنية وضعف الآليات من صعوبة معالجة الأعطال
حيث ساهم تدني الرواتب في عزوف العديد من العاملين عن الاستمرار في الوظيفة.
كما أشارت الشبكة إلى أن مناطق واسعة تشهد انقطاعات شبه كاملة نتيجة أعمال تخريب تستهدف خطوط التوتر العالي، لا سيما الخط 230 ك.ف الواصل بين الكسوة والشيخ مسكين، مما يؤدي أيضاً إلى انقطاع الكهرباء عن محافظة السويداء المجاورة.
اتهامات بالفساد وسوء التوزيع الممنهج
إلى جانب المشاكل الفنية، تبرز اتهامات بالفساد وسوء الإدارة تزيد من معاناة الأهالي:
- بيع التيار للمشاريع الخاصة: تحدثت مصادر محلية لـ موقع “الحل نت” عن ممارسات وُصفت بأنها “ممنهجة” لبيع الكهرباء لصالح مشاريع زراعية خاصة، على حساب المنازل والأحياء السكنية.
- وتحظى هذه المشاريع بساعات تغذية أطول وأكثر استقراراً، بينما يظل الأهالي في الظلام.
- غياب الرقابة: أشارت شهادات إلى أن محطات رئيسية، مثل محطة الشيخ مسكين، ما تزال تُدار من قبل كوادر ارتبط اسمها سابقاً بعمليات تقنين غير عادل، في ظل غياب رقابة فعالة من الجهات المركزية.
في منطقة حوض اليرموك
حيث أكدت مصادر أهلية أن ساعات الوصل قد تراجعت من ساعة كاملة إلى نصف ساعة أو أقل، رغم الوعود الرسمية بتحسين الوضع
دعوات شعبية للمحاسبة والمخاوف من شتاء قاس
تتزايد الدعوات الشعبية في درعا لمحاسبة المسؤولين عن سوء التوزيع وغياب العدالة في وصول التيار.
ويرى الأهالي أن الأزمة لم تعد محصورة في الجانب الفني أو نقص الموارد، بل تتداخل فيها شبهة فساد وسوء إدارة.
كما يشير الأهالي إلى أن ضعف رواتب عمال الكهرباء يدفع الكثير منهم لترك العمل أو البحث عن دخل إضافي، ما يبطئ إصلاح الأعطال ويزيد من معاناتهم.
مع استمرار غياب أي خطط واضحة من الحكومة لحل الأزمة، يخشى سكان درعا من شتاء قاس قد يقضونه في الظلام.
خصوصاً مع عجز الكثيرين عن شراء بدائل مثل ألواح الطاقة الشمسية أو البطاريات الكبيرة، بسبب التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار
إقرأ أيضاً: جدل واسع في الأوساط التجارية السورية بعد تعيين رئيس اتحاد غرف التجارة من إدلب
إقرأ أيضاً: من مخبري إلى مدير معبر جرابلس.. تعيين شقيق وزير الدفاع يثير الجدل