حاول موقع “نورث برس” المموّل من قبل الاحتلال الأمريكي، تشويه صورة الدولة السورية وجيشها وأجهزتها الأمنية، والتقليل من دورها في حفظ الأمن والاستقرار في مدينة الحسكة، بعد أن قضت على التمرد المسلح الذي قاده المدعو “عبد القادر حمو” قائد الدفاع الوطني.
وزعم الموقع في تقريره، نقلاً عن أحد المحللين السياسيين، أن “حكومة دمشق عملت خلال الأيام القليلة الماضية على بتر أحد أذرعها وهو الدفاع الوطني في الحسكة” زاعماً أن هدفها في تحقيق قاعدة شعبية لم ينجح، لأسباب عدة.
واعتبر الموقع أن هذه المعركة كانت رسالة لجميع الأدوات المرتبطة بالحكومة في عموم المحافظات والمدن السورية بأنها تستطيع أن تفككهم بأي وقت كان، وأن الجميع يجب أن يكون خاضعاً لإرادتها السياسية والأمنية، بحسب زعمه.
لكن ما يثير الارتياب في تقرير الموقع هو تبنيه استخدام المحلل السياسي الذي استند على كلامه لصفة “الزبائن” في إشارةٍ منه إلى سكان مدينة الحسكة، وذلك محاولاً إظهار أن هؤلاء لا يمثلون شريحة من المجتمع السوري، وأنهم يشكلون فقط الطبقة المستفيدة اقتصادياً من وجود الدولة السورية، أو يرتبطون بالأجهزة الأمنية.
واستخدام مصطلحات مماثلة، طالما كان سياسة متبعة في الوسائل الإعلامية المعادية للدولة السورية، التي لا تتردد في استخدام خطاب الكراهية والتفرقة وإثارة النعرات الدينية والاجتماعية والطائفية، حيث اعتاد السوريون صفات تلصق بهم كأتباع النظام، أو الشبيحة، أو عملاء أجهزة الأمن، أو موالاة النظام، وغيرها من الألقاب التعميمية التي طالما استخدمت تجريحاً بكل من لا يتفق معهم ومع أهدافهم أو طروحاتهم، حيث إما يصبح عميلاً أو مأجوراً من الإيرانيين، وهي تهم معلبة تستخدم عند الحاجة كدليل على فراغ الخطاب وأزمته.
ويظهِر التقرير التحيز والتضليل في تشويه صورة الجيش السوري والأجهزة الأمنية، والتقليل من دورهم في مواجهة التمرد وحماية المدنيين، مدّعياً أن الحكومة السورية صعّدت وأطالت هذه المعركة لإثبات الوجود في المنطقة، وأنها كانت تستطيع أن تقضي على هذه الشبكة الملتفة حول رئيس الدفاع الوطني خلال يوم واحد فقط، وهي ادعاءات ملفقة، على اعتبار أن العملية كانت تتطلب دقة عالية لتجنيب المدنيين أي ضرر قد ينشأ عن تهور “عبد القادر حمو” وجماعته التي كانت معه.
ويتناقض الادعاء السابق الذي تبنّاه “نورث برس” مع الحقائق الميدانية، التي تؤكد أن قوات الجيش والأمن تصدت بكل حزم للمتمردين، وتمكنت من استعادة السيطرة على جميع المواقع التي تواجدوا بها في غضون ساعات، فضلاً عن حرصها على عدم سقوط ضحايا من المدنيين.
وشهد المربع الأمني لمدينة الحسكة هدوءً نسبياً، منذ 21 الشهر الجاري، بعد انتهاء التمرد المسلح الذي قاده المدعو “عبد القادر حمو” قائد الدفاع الوطني بالحسكة، والذي خلق حالة من الفوضى والخوف في المدينة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ “داما بوست” في وقت سابق أن “حمو” قُتل بعد سيطرة قوات الجيش العربي السوري والأجهزة الأمنية على جميع مقرات الدفاع الوطني في المربع الأمني، وبعد أن تم تضييق الخناق عليه والعناصر المتبقية معه داخل مقر إقامته.