معسكرات اعتقال “داعش” شمال سوريا.. قنابل موقوتة

في تقرير نشرته صحيفة “المدن”، أُثيرت مجددًا المخاوف من تحوّل مراكز احتجاز عناصر تنظيم “داعش” وعائلاتهم شمال شرق سوريا، التي تديرها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدعم وإشراف أميركي، إلى قنابل موقوتة تهدد الأمن الإقليمي والدولي.

أعداد ضخمة وظروف معقدة

تقدّر أعداد عناصر التنظيم وعائلاتهم بنحو 50 ألف محتجز، موزعين على 27 سجنًا ومخيمًا. ويقبع نحو 8,500 رجل ومراهق في 24 سجنًا، بينما يستضيف مخيم الهول وحده قرابة 36 ألف نازح، ومخيم روج نحو 2,400، غالبيتهم من النساء والأطفال، وبينهم 15 ألف عراقي و8 آلاف أجنبي من أكثر من 60 دولة. ويرى خبراء أن هذه الأعداد الكبيرة، في ظل الظروف الصعبة داخل المخيمات، تجعلها بيئة خصبة لإعادة إنتاج التطرف.

شحّ التمويل وتفاقم الأوضاع

أشار تقرير “المدن” إلى أن تقليص التمويل الأميركي منذ إدارة دونالد ترامب – حيث خُفّضت المساعدات الإنسانية بما يقارب 117 مليون دولار – انعكس بشكل مباشر على الخدمات في هذه المعسكرات. فقد ألغت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 15 مشروعًا في مخيم الهول و5 مشاريع في مخيم روج، ما زاد من سوء الأوضاع الإنسانية والأمنية.

تصاعد نشاط “داعش”

في موازاة هذه التطورات، صعّد تنظيم “داعش” من عملياته داخل سوريا. وبحسب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، نفذ التنظيم نحو 700 هجوم خلال عام 2024، أي ثلاثة أضعاف معدلاته في السنوات السابقة. ورغم تراجع نشاطه مطلع 2025 مع تقييمه للمشهد السياسي بعد تشكيل الحكومة السورية الجديدة، إلا أن الهجمات عادت للارتفاع منذ بدء الانسحاب الأميركي في نيسان/أبريل الماضي، لتصل إلى 14 هجومًا شهريًا خلال شهري نيسان وأيار.

محاولات فرار متكررة

لا يقتصر الخطر على النشاط الخارجي للتنظيم، إذ شهدت مراكز الاعتقال عدة محاولات فرار جماعية، أبرزها هجوم سجن الصناعة في الحسكة عام 2022، الذي استمر ستة أيام وشارك فيه آلاف المقاتلين المحتجزين. ورغم فشل عدد من المحاولات، فإن نجاح بعضها ساهم في إعادة دمج الهاربين في صفوف التنظيم.

إعادة التوطين.. حل مؤجل

التقرير شدد على أن الحل الجذري يكمن في إعادة التوطين أو تسلّم الدول لرعاياها المحتجزين، وهو ملف يشهد تقدمًا متفاوتًا. فقد أعاد العراق حتى آب الجاري نحو 25 ألفًا من رعاياه من مخيمي الهول وروج، أي ما يمثل 80% من إجمالي العراقيين المحتجزين، فيما بدأت بعض الدول، مثل كوسوفو وكازاخستان وكندا وهولندا وروسيا، باتخاذ خطوات جزئية، بينما لم تتحرك 21 دولة حتى الآن.

تهديد إقليمي

يحذر مراقبون – وفق ما نقلته “المدن” – من أن استمرار الوضع الراهن سيحوّل هذه المراكز إلى “مطابخ لتفريخ التطرف”، وأن أي اضطراب أمني قد يفجّرها من الداخل، ما ستكون له تداعيات على سوريا والمنطقة بأكملها، فضلًا عن تأثيره المباشر على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً:هجوم انتحاري لداعش في دير الزور.. وواشنطن تعلن مقتل قيادي بارز

اقرأ أيضا:دستور من رماد: كيف مهد الغياب السياسي لمجازر السويداء والساحل

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.