تشكيل المجلس الأعلى للتعليم يثير جدلاً حول أعضائه ودور الأوقاف
أصدر الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، مساء الاثنين، مرسوماً يقضي بتشكيل “المجلس الأعلى للتربية والتعليم” في سوريا، بهدف رسم السياسات العامة وتطوير النظام التعليمي، إلا أن القرار قوبل بموجة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، طالت بشكل خاص مستوى تأهيل الرئيس وبعض الوزراء المشاركين، وعلى رأسهم وزير الأوقاف.
ممن يتكوّن المجلس الأعلى للتربية والتعليم؟
بحسب نص المرسوم المنشور عبر وكالة “سانا”، يتكوّن المجلس من:
1- رئيس الجمهورية أو من يفوضه (رئيساً للمجلس)
2- وزراء: التعليم العالي، التربية، الأوقاف، الثقافة
3- رئيس المكتب الاستشاري للشؤون الدينية
4- رئيس هيئة التخطيط والإحصاء
5- ثلاثة خبراء في التربية والتعليم
6- خبير قانوني (يُعيّنهم رئيس المجلس)
انتقادات حادة وسخرية عبر مواقع التواصل:
قرار تعيين الشرع رئيساً للمجلس أثار استغراب عدد كبير من السوريين، حيث تساءل ناشطون عن مؤهلاته الأكاديمية لقيادة أعلى هيئة تعليمية في البلاد، في حين ركزت الانتقادات الأخرى على دور وزارة الأوقاف في ملف التعليم، معتبرين أن إشراكها قد يعيد إنتاج النهج الديني المؤدلج الذي كان سائداً في حقبة النظام السابق.
وكتب أحد النشطاء: “رئيس بالكاد حاصل على شهادة ثانوية، يترأس مجلس التعليم؟ وزير الأوقاف بالتعليم شو دخلو؟!”
فيما علّق آخر ساخرًا: “ما ضل غير يرأس لجنة الحي، شو بيفهم بالتعليم؟ وين الشفافية؟ وين الاستقلالية؟”
آخرون اعتبروا أن الشرع يكرر نهج نظام بشار الأسد السابق في التمسك برئاسة كل شيء تقريبا، ساخرين بالقول: “سيادة الرئيس الأمي مو مخلي لجنة إلا ومترأسها، وآخرها رئاسة المجلس الأعلى للتربية والتعليم.. يسلملي الوطني يلي ما بيثق بحدا وما بحب إلا يشتغل بإيدو، مطبّق كل شعارات حافظ الأسد: المعلم الأول، المهندس الأول، الرياضي الأول.. وراعي العلم والعلماء وباني سوريا الحديثة. بس وزير الأوقاف شو حشرو بالتعليم!”.
مهام المجلس الأعلى للتربية والتعليم:
حدد المرسوم مهام المجلس بعدة نقاط رئيسية، منها:
1- رسم السياسات التعليمية ووضع الخطط الاستراتيجية
2- تحديث المناهج التعليمية وفق التطورات العلمية والتكنولوجية
3- تحقيق بيئة تعليمية محفّزة وآمنة
4- مراجعة المناهج بما ينسجم مع القيم الوطنية والهوية الثقافية
5- اقتراح تشريعات جديدة خاصة بالتعليم
6- مراقبة الأداء التربوي والجامعي وتعزيز المحاسبة
7- توجيه البحث العلمي ودعمه على كافة المستويات
أهداف المجلس: تحسين التعليم وتوحيد المرجعيات:
يسعى المجلس الجديد إلى:
1- توحيد المرجعيات التربوية والتعليمية بين الوزارات
2- رفع جودة التعليم وتحسين مخرجاته وربطها بسوق العمل
3- دعم الكوادر التعليمية المؤهلة
4- تعزيز مكانة الشهادة السورية إقليمياً ودولياً
5- تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال التعليم
لماذا الجدل حول وزارة الأوقاف؟
وجود وزير الأوقاف ضمن تشكيل المجلس اعتُبر من أبرز النقاط المثيرة للجدل، حيث ربط عدد من النشطاء ذلك بمحاولة فرض هيمنة دينية على التعليم، في وقت تسعى فيه البلاد إلى بناء نظام تعليمي مدني عصري، يتماشى مع المعايير العالمية.
إقرأ أيضاً: إيكونوميست: الشرع فشل في تحقيق توقعات السوريين
إقرأ أيضاً: الحل نت: سياسات الشرع المركزية تعمّق الانقسامات وتدفع سوريا نحو اللامركزية