مع بدء موسم المونة تنتعش مهنة صنع مكابس المكدوس في مدينة حمص، و يعد تحضير المونة أحد هموم المواطن كل عام، لما يترتب عليه من أعباء مالية كبيرة، بدءاً من أسعار مكوناته وما يرافق عملية التجهيز.
ولا تقتصر صعوبات تحضير المكدوس على ارتفاع تكاليفه فحسب، إذ توجد تكاليف إضافية من السلق والكبس والتنشيف من الماء تحضيراً لحشوه وتعبئته في المرطبانات المخصصة.
وظهرت اختراعات جديدة لم تكن موجودة في الأجيال الأقدم فيما يتعلق بتفاصيل تجهيز مونة المكدوس، ومنها المكبس الخاص بتنشيف الباذنجان المسلوق.
وتعد هذه الطريقة ابتكاراً جديداً مختلف عما عرفته ربات البيوت في السابق، إذ كن يستخدمن الأثقال والأحجار ووضعها على الباذنجان لتنشيفه من الماء.
وشهد هذا الابتكار انتشاراً واسعاً في المحافظات السورية ومنها محافظة حمص، كما قال أبو يزن خلال حديثه لشبكة “داما بوست”، وهو حداد تعلم صنع المكابس منذ عدة سنوات، فشكلت مصدراً مالياً جيداً خلال موسم المكدوس.
أسعار مكابس المكدوس في حمص مقبولة
وبين أبو يزن أن أسعار مكابس المكدوس في حمص تعتبر مقبولة مقارنة بالمحافظات الأخرى، إذ يتراوح سعره بين 350-700 ألف بحسب حجمه وسعته.
وقال أبو يزن: “أصنع المكابس محلياً في ورشتي بحي الزهراء بدءاً من تجميع الأجزاء ومن ثم جمعها ولحمها لتأخذ شكلها النهائي وتباع لاحقاً إلى الراغبين بتوفير الجهد والوقت”.
وتحدث الحداد عن الصعوبات التي تواجه عمله من التكاليف المرتفعة لبعض للمواد الأولية، ومنها الكروم الغذائي كون جودته عالية ولا يتأثر بالرطوبة وكميات الملح في الطعام وغيرها، إذ يوصف بالمعدن النقي.
أما عن طريقة الاستخدام، أوضح أبو يزن أنها تقوم على وضع الباذنجان المسلوق ضمن المكبس وتغطيته، وكبسه بواسطة ذراع دوار يتم تدويره عدة مرات في الساعة، ويحتاج الأمر لساعتين أو 3 ساعات على الأكثر.
وعن مراحل الصنع، قال أبو يزن: “نبدأ بتأمين القالب الذي يكون في بعض الأحيان عبارة عن قساطل حديد وزوايا تثبت على برغي الشد ومن ثم يوضع بداخله الوعاء الذي غالباً ما يكون صندوق بلاستيكي او جرن معدني من الستانلس تدعى السحارة التفاحية كونها لا تتأثر بالملح”.
وتابع الحداد: “تبدأ العملية بأخذ قياس الصندوق فيتم صنع الإطار بحسب تلك القياسات المراد وضعه داخلها، ومن ثم يوضع المحور في أعلى القالب حيث يضغط الغطاء الذي يوضع داخل الصندوق تدريجياً”.
وأشار الحداد إلى أنه يجب تدوير المحور مرة كل عشر دقائق دورة واحدة، في عملية تستمر حتى يجف المكدوس تماماً ومن بعدها تزال عند جفافه، علماً ان المكدوسة تكون محشية في بالملح قبل وضعها”.
ولفت الحداد إلى انتعاش سوق بيع وتأجير المكابس، وذلك لسوء الوضع الاقتصادي فيلجأ البعض الى استئجارها بقصد توفير الوقت والجهد ونظافة المكدوسة.
وبين أن استئجار المكبس يكلف 25 ألف ليرة لكل 24 ساعة، علماً أن استخدامها يوفر الوقت والجهد كثيراً عوض وضع الأحجار والماء على الباذنجان، بينما يتجه الميسورون مادياً الى الشراء لاستخدامها في المواسم القادمة”.
يذكر أن نسبة كبيرة من السوريين وجدوا صعوبة كبيرة في تجهيز مونة المكدوس لهذا العام، وهو أحد أهم أصناف المونة الشتوية عندهم، حيث وصلت تكلفة تجهيز المكدوسة الواحدة إلى ما يقارب 5 آلاف ليرة، بسبب ارتفاع أسعار الباذنجان والزيت والجوز والفليفلة، ليصبح حكراً على الميسورين بعد أن كان متوفراً بكثرة في معظم المنازل.