تشهد النيجر أزمة اقتصادية تزداد حدتها يوماً بعد آخر، في ظل إخفاق الجهات كافة من التوصل لحل يهدئ الأوضاع، وشهدت الأسواق ارتفاعاً بأكثر من 40 في المئة بالأسعار وخاصة المنتجات الغذائية.
وحذر برنامج الغذاء العالمي من مجاعة قد تحاصر أكثر من 10 ملايين من سكان البلد الواقع في غرب إفريقيا، إذ أثر إغلاق الحدود بفعل العقوبات الاقتصادية بشكل سلبي على حركة الاستيراد والتصدير للبلدان المجاورة، وتتراكم آلاف الشاحنات ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية داخل النيجر بنسب عالية وأعاقت العديد من الصناعات الخفيفة وهددت بنقص الإمدادات الطبية.
وعقب مرور 30 يوما على الانقلاب الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، تظاهر مؤيدو المجلس العسكري في النيجر في الملعب المركزي بالعاصمة نيامي، مؤكدين رفضهم التدخل العسكري في بلادهم.
وندد المتظاهرون بالعقوبات المفروضة على بلادهم من قبل “إيكواس” معربين عن تأييدهم لقادة الانقلاب ورافعين شعارات تقضي بإنهاء الوجود العسكري الفرنسي في بلادهم، وداعمين للحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس المجلس الجنرال عبد الرحمن تياني بهدف وضع أسس المرحلة الانتقالية.
وكان قد أصدر قادة الانقلاب قراراً يقضي بإبقاء القوات المسلحة في البلاد في حالة تأهب قصوى ردعاً لأي احتمالية للتدخل العسكري في البلاد، في الوقت الذي منحوا فيه السفير الفرنسي فرصة 48 ساعة لمغادرة البلاد بسبب رفضه الاستجابة لدعوة الخارجية النيجرية إلى “إجراء مقابلة” الجمعة الفائتة.
وكانت إيكواس صرحت قبل يومين بأنها تنوي التروي لمنح فرصة للجهود الدبلوماسية، مؤكدة بأن المجموعة لم تعلن الحرب على شعب النيجر، وليست لديها خطة لغزو البلاد، وكان الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو عقد مع علماء ومشايخ البلاد الذين يقومون بوساطة لدى المجلس العسكري في نيامي، بحث فيه سبل الخروج من المأزق في النيجر، محملاً المجلس العسكري المسؤولية عما سماه “تعريض شعب النيجر للخطر”.